بقلم : علي العمودي
التصرف الأرعن الذي أقدمت عليه بعض عناصر الأمن الصومالي باحتجاز طائرة مدنية إماراتية، والاستيلاء تحت تهديد السلاح على الأموال التي تحملها والمخصصة لدعم الجيش الصومالي ومتدربيه، يعد عملاً من أعمال البلطجة التي لا تختلف عما تقوم به المليشيات والعصابات. كما أن تطاول رجال الأمن الصومالي على أفراد قوة الواجب الإماراتية التي كانوا على متن الطائرة يكشف إصرار الدوائر التي يتبعها هؤلاء على استفزاز دولة شقيقة.
كشف هذا التصرف الأرعن وجود فئة في حكومة مقديشو انتماؤها الحزبي وارتباطها بجماعات «الإخوان الإرهابية»، والمدعومة من قطر يفوق الولاء لوطنها ومصالح بلادها. أما الإمارات، فمواقفها ثابتة في تقديم «أنواع الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري والإنساني كافة في أحلك الظروف، من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار في الجمهورية الصومالية الفيدرالية»، بحسب ما جاء في البيان الذي أصدرته الدولة، وأعربت فيه عن استهجانها وشجبها واستنكارها لما جرى على أرض مطار العاصمة الصومالية يوم الأحد الماضي بحق الطائرة الإماراتية، ومن كانوا على متنها، وتسبب في تأخير إقلاعها.
وأوضح البيان أن المبالغ التي نقلتها الطائرة كانت مخصصة لدفع رواتب الجيش الصومالي، تنفيذاً لمذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين في نوفمبر2014، وتأكيداً لالتزام الإمارات بدعمه، والوقوف إلى جانبه في الحرب على الإرهاب ومواجهة عصابات «الشباب» الإرهابية التي تشن هجمات متواصلة لتقويض الاستقرار الهش في البلاد المنهارة.
واستهدفت أكثر من مرة قوافل الإغاثة الإنسانية التي تسيرها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، للتخفيف من معاناة هذا الشعب الشقيق الذي أوصله سياسيوه وأمراء الحرب إلى هذا الوضع المأساوي.
النجاحات الإماراتية التي ساهمت في القضاء على القرصنة في المحيط الهندي ووضعت التنمية والاقتصاد في «صوماليلاند» التي تتمتع باستقرار كامل في شمال البلاد على مسار صحيح، وأعادت الحياة إلى ميناء بربرة، وهيأت لقيام منطقة حرة هناك تخدم بلدان العمق الأفريقي، يبدو أن تلك النجاحات قد شلت تفكير البعض في مقديشو مقابل أخفاقاتهم المتواصلة، فاختاروا أن يحاولوا النيل من كل ما له علاقة بالإمارات، ومحاولة العبث بعلاقات تاريخية ضاربة الجذور بين شعبين شقيقين لإرضاء انتمائهم الحزبي الضيق لجماعة إرهابية مأزومة.
إن منطق العصابات والمليشيات والفوضى السائد في مقديشو لن يمنع الإمارات من مواصلة مواقفها النبيلة، وتقديم مساعداتها الأخوية للصومال، ودحر فلول الإرهابيين أينما كانوا.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد