بقلم : علي العمودي
لأمثالي ممن شهدوا تبرعم عاصمتنا الحبيبة أبوظبي على أمتداد أكثر من أربعة عقود، وكيف تحولت من مدينة صغيرة هادئة لمدينة كبيرة متمددة الضواحي، عالمية الطراز، دائمة الحركة والتطور، يجد نفسه يحلق نحو أفق جديد مع المبادرة الجديدة لحكومة أبوظبي في يوبيلها الذهبي بعنوان «تخيل أبوظبي» بمناسبة مرور50 عاماً على تأسيس الجهاز الحكومي في الإمارة التي حباها الله، وفرة من النعم و لله الحمد والمنة، وأعظمها أن سخر لها قائداً حكيماً ذا رؤية طموحة ونظرة ثاقبة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه صانع أسس الانطلاقة التي تعززت في العهد الميمون لقائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
قصة أبوظبي، اختصار لرؤية زايد وصورة لنموذج إماراتي ملهم في البناء يعتني بالبشر قبل الحجر والشجر.
قصة تنطق بها الأرقام التي واكبت إطلاق المبادرة، وهي تروي لنا كيف كانت أبوظبي في عام1966 عندما بدأ زايد يخط أنبلاج أول ملامح الفجر الآتي، حيث لم تكن فيها سوى 5 مدارس، و إذا بها اليوم تضم أكثر من444 مدرسة، وفي ذات الوقت لم يكن بها غير مستشفيين، وحالياً ما يزيد عن 45 مستشفى. في ذلك العام كان تعداد سكانها 38 ألف نسمة واليوم تجاوزوا2.8مليون نسمة، وكان متوسط إنتاج النفط 360 ألف برميل يومياً، بلغ حالياً2.2 مليون. وفي بداية السبعينات كان متوسط العمر المتوقع49.3 عاماً أرتفع اليوم إلى76.2عاماً.
أرقام تسطع في سماء الإنجازات ومسيرة البناء والخير، ثمرة رؤية ثاقبة و نظرة واعية ينهل من معينها رجال تخرجوا من مدرسة زايد الخير يعملون بدروسها ومعانيها في التعامل مع بناء الإنسان و إسعاد من وجدوا لخدمتهم.
مبادرة «تخيل أبوظبي» دعوة لشحذ العقول وعصر الأفكار وإطلاق العنان للخيال لتقديم المقترحات من كافة أفراد المجتمع بشأن مشاريع تطويرية للخدمات وللبنية التحتية، وكل ما يجعل الحياة في أبوظبي أكثر جودة وبهجة ورقي وتطوراً.
خلال الخمسين يوماً المقبلة الموقع الإلكتروني الخاص بالمبادرة بانتظار مقترحات الجميع في خطوة تجسد حرص قيادتنا الرشيدة على أشراك كافة أفراد المجتمع مواطنين ومقيمين في التعبير عن تطلعاتهم «لنبني مستقبل أبوظبي».
المصدر : الاتحاد