بقلم : علي العمودي
أثبتت مجريات الأمور والأحداث أن نظام الحمدين ومبعوثيه في كل مكان، يعانون عمى ألوان كاملاً، وأسطع مثال ما أطلقه مندوب قطر لدى الجامعة العربية خلال اجتماع القاهرة مؤخراً من وصف إيران بالدولة الشريفة. وصف لا يدل سوى على حجم التحالف بين الجانبين، ومدى ارتباط تنظيم الحمدين بنظام الملالي في طهران الذي لم تعرف منطقتنا الخليجية والعربية والإسلامية أي معنى للاستقرار منذ أن وصلوا للحكم هناك.
سلسلة طويلة من المؤامرات الدموية والتفجيرات والاغتيالات ومحاولات قلب أنظمة الحكم الشرعية، تحمل بصمات «الدولة الشريفة» التي يدافع عنها وعن سياساتها السيد المندوب العربي، وللأسف الخليجي، والذي يريد إخفاء حجم انغماس بلاده في تلك السلسلة من المؤامرات لدولة لا تحترم أي حق للجيرة والاحترام لمبادئ الأخوة والجوار والقانون الدولي، وتستمر في احتلال جزرنا الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، وتعمل ومنذ احتلالها المشؤوم على تغيير ديموغرافيتها.
الدولة «الشريفة» عملت على زعزعة الأمن والاستقرار في الشقيقة البحرين، وحركت عملاءها في السعودية والكويت ولبنان، وأذنابها الحوثيين في اليمن بغية ضرب أمن واستقرار المملكة العربية السعودية وشقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال خاصرته الجنوبية. ثم يأتي مندوب نظام الحمدين ليدافع عن مؤامرات «الباسيج» و«ملالي طهران»، ويوفر لهم الغطاء الدبلوماسي، بعدما تكفلت منصة التحريض المعروفة بقناة الجزيرة بالشق الإعلامي من المهمة، بالتعاون مع الأبواق الناعقة من قنوات حزب الشيطان في لبنان وحلفائه.
لم يكن مستغرباً ما ذهب إليه المندوب القطري خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، إذ إنه صدى صوت السياسات المغامرة والفاشلة التي تبناها تنظيم الحمدين، وبدد معها الموارد دعماً لأوهام وإرضاء جنون العظمة الذي تلبس دوائر صنع القرار في الدوحة، وأوصلها للعزلة التي وجدت نفسها فيها.
أسلوب المغالطات ومحاولات كسب الوقت لن تجدي في حلحلة الوضع القائم، وإنما المصارحة والاعتراف بفشل المنهاج الذي تبنته الدوحة، منذ أكثر من عقدين، والتخلي عن هذا النهج للعودة للبيت الخليجي الواحد. ولكن يبدو أن تنظيم الحمدين اختار أن يكون تحت عباءة الملالي، وفي حمى «الدولة الشريفة» وسياساتها الكارثية التي ستجلب المزيد من الويلات لمنطقتنا. بالمقابل ستمضي الدول الأربع المكافحة للإرهاب في ممارسة حقها السيادي لحفظ أمنها واستقرارها ومنجزاتها ومكتسباتها من شرور حلف «الدولة الشريفة».