التأمين الصحي مجدداً

التأمين الصحي.. مجدداً

التأمين الصحي.. مجدداً

 صوت الإمارات -

التأمين الصحي مجدداً

علي العمودي
بقلم : علي العمودي

ذات مرة وقبل سنين عدة عبر مسؤول كبير في إحدى أكبر شركات التأمين الصحي في البلاد عن استيائه مما كتبت في هذه الزاوية عندما قلت بأن التأمين الصحي نزع الطابع الإنساني عن الطب الذي تحول إلى تجارة لا تراعي إنسانية الإنسان وحق الحياة الذي أكدت عليه قوانين الدولة ودستورها، وهو المبدأ الذي حرصت عليه قيادتنا الرشيدة منذ عهد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أي منذ ما قبل عصر التأمين الصحي. ولأجل ذلك تم استحداث بطاقة «عونك» لضمان ألا يكون أي إنسان خارج تغطية التأمين الصحي.
أمثال ذلك المسؤول في قطاع التأمين الصحي أشخاص منفصلون عن الواقع ولا يدرون ما يجري فيه، وما تسببوا فيه من تغيير في العلاقات الاجتماعية، فقط استنسخوا تجربة من الغرب حيث يودع الأبناء آباءهم المسنين في دور العجزة، ومن لا تأمين صحياً له مصيره التشرد. بينما يحرص الأبناء في مجتمعاتنا العربية على البر بآبائهم حتى وإن كلف التأمين الصحي ما تكلف.
أمثال ذلك المسؤول لا يطالعون الصحف أو يتابعون برامج البث المباشر إذ لا تخلو يومياً من حالة مؤلمة من حالات الحاجة الماسة لتدخل أهل الخير للمساعدة في تكاليف العلاج.
قبل أيام كنا أمام صورة مؤلمة تداولتها الصحف وتلقت دائرة الصحة شكوى بها عندما اتهم أب عربي مستشفى خاصاً بالتسبب في وفاة ابنه بعد أن تقاعس في علاج الطفل الذي لم يتعد العامين من العمر بحجة عدم سريان التأمين الصحي، رغم أن الأب عرض سداد ألفي درهم ريثما يُؤمن بقية المبلغ المطلوب الذي لم يكن يزيد على الخمسة آلاف درهم. لم يكن الوقت يسعف الأب الذي لو كان طرق أبواب الطوارئ في أي مستشفى حكومي لما تأخروا في إسعافه لأنهم يؤمنون برسالتهم الإنسانية بصورة تختلف كليًا عن تلك المستشفيات الخاصة التي أصابها التأمين الصحي بالسعار، فأصبحت تتفنن في جلب الأموال من مخصصاته، وبالغت في أسعار خدماتها بصورة أرهقت ما ترصده الدولة وتتحمله من تبعات وأعباء جراء ذلك العبث والجشع الذي يضرب تلك المؤسسات الطبية الخاصة التي تعيش ماراثونًا غير مسبوق حول من يستطيع جني أكبر العائدات والأرباح.
من حق المستشفيات الخاصة تحقيق أرباح، ففي كل العالم مستشفيات خاصة وقطاع طبي خاص ينهض بدوره ولكن ليس بالطريقة التي نراها على أرض الواقع عندنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التأمين الصحي مجدداً التأمين الصحي مجدداً



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 11:31 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 21:36 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 16:17 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

خطوات تنظيف "خشب المطبخ" من الدهونوالأتربة

GMT 15:54 2015 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 4 ألوان يمكن أن ترتديها في مكان العمل

GMT 14:13 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة البطل محمد سعد بعد تمثيل مصر في المسابقات الدولية

GMT 08:00 2012 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

وثائق ويكيليكس وأسرار الربيع العربي

GMT 16:20 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"أبوظبي للسياحة" تطلق معرض "أبعاد مضيئة"

GMT 13:20 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هطولا للأمطار الرعدية فى السعودية الجمعة

GMT 18:49 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

لوحات ضوئية عكست حالات إنسانية ووجدانية في معرض أبو رمانة

GMT 01:53 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

Falcon Films تقدم فيلم "بالغلط" من بطولة زياد برجي

GMT 14:42 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

تشيلسي كلينتون تتألق في معطف أنيق باللون الأسود

GMT 00:17 2022 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

إيران... لا خطة «ب»

GMT 09:44 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأكسسوارات المنزلية جواهر تثمّن المشهد الزخرفي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates