براءة ذمة

براءة ذمة

براءة ذمة

 صوت الإمارات -

براءة ذمة

بقلم : علي العمودي

تتفنن مصارفنا -وبالذات الوطنية منها- في نصب الشراك للإيقاع بالمتعاملين معها في مصيدة القروض وفخ البطاقات الائتمانية التي أصبحت تصدر وتُرسل للمتعامل حتى دون أن يطلبها، فقط ترصد تلك البنوك راتب المتعامل الذي يتسلمه عبرها، وتقرر إصدار بدل البطاقة الواحدة بطاقتين اثنتين، وأحياناً أكثر، وبحد ائتماني يصل لأربعة أضعاف راتبه أو ما يزيد عنها بحسب حالة راتب وحساب العميل. 
وفوق ذلك تغريه بتقديم 95% من الحد الائتماني نقداً لإحكام سيطرتها عليه، بحيث يغرق بالديون لها في ممارسة ليست فقط بعيدة كل البعد عن القواعد الصحيحة للممارسات المصرفية السليمة، وإنما تبعد كذلك عن التوجيهات والدعوات والمبادرات التي تؤكد عليها الدولة لبناء المواطن المنتج المنظم لموارده المالية بعيداً عن ارتهانه لهذا المصرف أو ذاك.
لا زلنا نتذكر كيف حذر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة من القروض البنكية، ووصف القرض بأنه «ورطة». 
ففي كلمته أمام القمة الحكومية العام 2013 قال سموه: «القرض ورطة لا تتورطوا بها». وأشار إلى وجود «بعض البنوك التي تضع فوائدها التراكمية بشكل غير مقبول لا في القوانين الدولية ولا القوانين المصرفية، وبالتالي يجب الحذر من القروض الشخصية».
ومن يكتب الله له الفكاك من شباك ومصايد هذه البنوك وسداد ما عليه من التزامات يخوض رحلة مريرة لنيل شهادة براءة الذمة منها في معاملة وطريقة غير مبررة ولا حضارية، ففي الوقت الذي يمكن أن تمنحك فيه هذه المصارف خلال 48 ساعة قرضاً بمبلغ يصل لمئات الألوف من الدراهم تجدها تتعنت في إصدار هذه الشهادة، ووضعت لنفسها قاعدة بعدم استخراج شهادة براءة الذمة لبطاقات الائتمان إلا بعد مرور45 يوماً من تاريخ تقديم الطلب ووقف البطاقة!
تعامل وأسلوب غير مبررين، في زمن الربط الإلكتروني، وحيث يتم احتساب أي مبلغ أو التزام على أي بطاقة في أقل من ثانية من تمريرها عبر الأجهزة الخاصة بإجراء التحويلات المتعلقة بها، ومن خلال المصارف نفسها!
نتمنى من مصرفنا المركزي التدخل لمنع هذه التجاوزات في التعامل المصرفي بصورة تجسد ما تحقق للقطاع المصرفي من تقدم وتطور. ووقف ما يجري، حيث تستغل المصارف حاجة المتعاملين لبراءة الذمة لتقديمها لجهات أخرى حتى يتمكنوا من استكمال معاملاتهم لديها في الوقت المحدد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

براءة ذمة براءة ذمة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 11:31 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 21:36 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 16:17 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

خطوات تنظيف "خشب المطبخ" من الدهونوالأتربة

GMT 15:54 2015 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 4 ألوان يمكن أن ترتديها في مكان العمل

GMT 14:13 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة البطل محمد سعد بعد تمثيل مصر في المسابقات الدولية

GMT 08:00 2012 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

وثائق ويكيليكس وأسرار الربيع العربي

GMT 16:20 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"أبوظبي للسياحة" تطلق معرض "أبعاد مضيئة"

GMT 13:20 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هطولا للأمطار الرعدية فى السعودية الجمعة

GMT 18:49 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

لوحات ضوئية عكست حالات إنسانية ووجدانية في معرض أبو رمانة

GMT 01:53 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

Falcon Films تقدم فيلم "بالغلط" من بطولة زياد برجي

GMT 14:42 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

تشيلسي كلينتون تتألق في معطف أنيق باللون الأسود

GMT 00:17 2022 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

إيران... لا خطة «ب»

GMT 09:44 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأكسسوارات المنزلية جواهر تثمّن المشهد الزخرفي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates