بيزنس الطب

"بيزنس" الطب

"بيزنس" الطب

 صوت الإمارات -

بيزنس الطب

بقلم : علي العمودي

لولا متابعتي للأمر شخصياً ورؤية الفواتير المقدمة، لاعتبرته من قصص الخيال العلمي، ولكننا في زمن الغرائب والعجائب، والطب الذي تحول إلى تجارة و«بيزنس» ببركات التأمين الصحي، وما أحدثه في المشهد العام وحياة الإنسان في عصرنا.

القصة باختصار أن شخصاً تعرض لعارض صحي بينما كان في عمله، هرع إليه زملاؤه وأسعفوه، معتقدين أنه مجرد تعب وإرهاق، قبل أن يعاوده العارض من جديد، ما تطلب منهم نقله إلى المستشفى الذي يتردد إليه، فإذا بذلك المستشفى يعترف بمحدودية قدراته أمام الحالة، وأنه لا يرى أمراً خطيراً، وإنما من باب الاطمئنان والتأكد، قام بإرساله وبواسطة سيارة الإسعاف

إلى مستشفى آخر له «اسم غربي رنان» ومجهز- كما قالوا- بأحدث الأجهزة والتقنيات، فاحتجزه الأخير بين جدران مبانيه الباذخة الديكور الخاوية من المراجعين حتى يكون قيد الملاحظة والمراقبة الطبية. كانت الساعة وقتها تقترب من السادسة مساءً وعند منتصف نهار اليوم التالي، وعلى طريقة فنادق الخمس نجوم في «التشيك آوت»، قيل له بإمكانك الآن المغادرة للبيت،

فلا شيء خطيراً يهدد حياتك، فقط استمر على هذه الأدوية. ليطمئن الرجل قبل أن تأتيه الصدمة التي لا يمكن أن تخطر لكم على بال، فقد جاءته الفاتورة المطلوب منه سدادها لقاء المكوث في ذلك المبنى الباذخ، فرك عينيه سبعاً ليتأكد من صحة المبلغ المدون فيها، والذي أكدته موظفة الاستقبال بعدها، فقد كان الرقم 200.146.41 ، مئتي ألف ومئة وستة وأربعين درهماً

وواحداً وأربعين فلساً. أسقط في يده، فلو أنه استقل طائرة للولايات المتحدة على درجة رجال الأعمال وراجع عيادة متخصصة هناك وعاد لما اقتربت التكلفة من المبلغ الوارد في الفاتورة. لتبدأ معه جولات من المفاوضات الشاقة انتهت بقبول المستشفى كل الرصيد المتاح له في بطاقته الائتمانية، وقدره عشرون ألف درهم!! وخرج الرجل ليتابع جولات أخرى من المفاوضات لاسترداد ما دفع من شركة التأمين الصحي التي يتبعها، والتي انتقدت ذهابه لذلك المستشفى الذي فوجئ بأنه غير مدرج ضمن مزودي الخدمات الطبية المعتمدين لدى شركته، متناسين أنه لم يذهب إليه طواعية، وإنما محمول في سيارة إسعاف وفي حالة طارئة!!
تحياتي للذي غضب من قولي بأن التأمين الصحي سلب الطب إنسانيته، وجعله «بيزنس»، وسلامتكم من كل شر.

المصدر : الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيزنس الطب بيزنس الطب



GMT 20:34 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

صدارة أبوظبي.. أنموذج ملهم

GMT 20:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

لماذا يهربون؟

GMT 20:28 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

إنجاز جديد.. فخر يتجدد

GMT 19:00 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

.. وبدأت الخمسين

GMT 20:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

«السلامة الغذائية»

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates