بقلم : علي العمودي
تنفرد ناقلتنا الوطنية «الاتحاد للطيران» بأنها الوحيدة في العالم التي تطلق على مسافريها صفة «الضيف»، وفي موروثنا واجب الضيف إكرامه، فهل توقفت إدارة الشركة أمام حالة عدم رضا تسود علاقتها مع ضيوفها، جراء طريقة تعاملها معهم، ولا يكاد يمر يوم دون أن تطالعني حالة من هذه الحالات.
قبل طرح ما تابعت خلال 24 ساعة فقط من مواقف، أتمنى من الإدارة الجديدة للشركة إدراك حقيقة أن ما يجذب أي مسافر لهذه الشركة أو تلك هو مستوى الخدمة، وطريقة التعامل. أما «ضيوف الاتحاد» فيحركهم كذلك الشعار الغالي الذي تحمله على طائراتها، ونعني علم واسم دولة الإمارات، وانطلاقها من عاصمتنا الحبيبة التي تحول مطارها لنقطة وصل بين قارات العالم، بفضل حرص القيادة الرشيدة على توفير كل الموارد والإمكانات للشركة وللمطار، ليكونا بمستوى الطموحات التي تلبي تطلعات ورؤية أبوظبي 2030. وليكونا بالفعل أحد أبرز المساهمين في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني.
يبدو أن بعض العاملين في الشركة لا يرون هذه الأبعاد عند تعاملهم مع « الضيوف»، بتصرفات وسلوكيات غير مسؤولة في مجال وصناعة يشهدان منافسة حادة، البقاء فيها للأفضل والأرقى بما يقدم من خدمات وتسهيلات وحرص على «ضيوفه».
قبل أيام اتصل بي مسؤول بإحدى الوزارات يحدثني من قاعة كبار الشخصيات الخاصة بطيران الاتحاد، يحدثني كيف بقوا داخل الطائرة المتجهة إلى لندن لأكثر من ساعتين قبل أن يتم إنزالهم منها، ويبقوا في القاعة لما يزيد على تلك المدة دون أن يسمعوا اعتذاراً أو حتى تفسيراً لما حدث.
وقبل هذه الواقعة بيوم كان أحد الأخوة المواطنين يروي لبرنامج «استوديو واحد» من إذاعة أبوظبي معاناته وزوجته وطفلهما الرضيع مع ناقلتنا الوطنية في رحلة قادمة من سنغافورة واضطرت للعودة بعد عشر دقائق من إقلاعها للمطار السنغافوري لخلل فني اعتراها، وبعد ساعات من الانتظار جرى تحويل المسافرين لرحلة تابعة لطيران الإمارات بعضهم في رحلة ذات اليوم، والبعض الآخر لرحلة اليوم التالي وقد كان المتصل من بينهم، واشتكى الوضع الذي وجد نفسه فيه مع عائلته، وزاد من معاناتهم أنهم لم يجدوا سيارة لتنقلهم إلى أبوظبي رغم أنه كان مسافراً على درجة رجال الأعمال.
نأمل من الإدارة الجديدة للشركة عملاً ملموساً لاستعادة رضا الضيوف قبل فوات الأوان.