بقلم : علي العمودي
في مجالس الخير التي يزخر بها الشهر الفضيل، وتعد من العادات والتقاليد الأصيلة لمجتمع الإمارات، لم يكن من حديث البارحة وقبلها سوى الإجراء الحاسم والحازم تجاه قطر الذي اتخذته الإمارات والشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والأشقاء في البحرين ومصر واليمن وليبيا، وعدد من الدول الشقيقة والصديقة.
كان التفاعل الشعبي وراء قرار الدولة ودعمه تعبيرا عن التلاحم الوطني، والوقوف خلف القيادة وقرارتها السيادية التي جاءت لتضع حداً لتجاوزات دولة قطر بحق الإمارات وشقيقاتها، وبلغت من الخطورة مرحلة تهديد الأمن والاستقرار بدعم الإرهاب والإرهابيين، وتمويل المتآمرين، وتقويض السلم الاجتماعي، ومحاولات اختراق اللحمة الوطنية، من خلال دعاة الفتنة والتضليل الذين تؤويهم للنعق من خلال فضائيات الفتن التي تمولها وترعاها داخل قطر وخارجها، وفي مقدمتها قناة الجزيرة التي تخصصت وتفننت في اختلاق الأكاذيب وترويجها حول الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، وغيرها من البلدان الشقيقة والصديقة.
موقف حازم حاسم لم تمر به منطقتنا الخليجية سوى في تلك الفترة العصيبة عندما غدر فيها الشقيق بشقيقه واستباح الجار أرض جاره بغزو العراق للكويت في مغامرة مجنونة ندفع ثمنها غالياً حتى الآن.
الخطوة الحازمة والحاسمة للإمارات والسعودية والبحرين بإغلاق الأجواء والمنافذ الجوية والبرية والبحرية في وجه الناقلات القطرية وطرد السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ومنع رعاياها من الدخول وطلب مغادرة الموجودين، جاءت بعد سنوات من الصبر على قطر وسياساتها وإصرار صاحب القرار فيها على اختبار الحليم وغضبه.
مع التفاف أبناء الإمارات حول الخطوات الحاسمة والحازمة التي اتخذتها الدولة تجاه قطر، نلمس حسهم الوطني العالي والمسؤول بالتأكيد من خلال المجالس ومختلف المنابر وحرصهم على «أهلنا في قطر» الذين وجدوا أنفسهم يدفعون ثمناً باهظاً لسياسات صاحب القرار في بلادهم الذي أهدر مواردها في مغامرات غير محسوبة دعماً للإرهاب وانحيازاً أعمى لجماعة مأزومة، تاريخها مخز في نسج المؤامرات وسفك الدماء ونشر الخراب والدمار أينما حلت.
في تلك المجالس والمنابر والمواقع، حرص أبناء الإمارات على تأكيد أن وشائج القربى وأواصر النسب والتاريخ المشترك والعلاقات والروابط بأهلنا في قطر ستظل باقية راسخة رغم جنون العظمة وعشق الأوهام الذي تلبس صاحب القرار في الدوحة، وصور له القيام بأدوار أكبر منه، فأوصل بلاده وشعبه إلى الطريق المسدود في مشهد من مسالك الانتحار السياسي.