بقلم -علي العمودي
اتصل أحد الإخوة المواطنين من أصحاب الهمم بالبرنامج الجماهيري الشهير «استديو1» من إذاعة أبوظبي يبث معاناته من طريقة تعامل موظفي وزارة تنمية المجتمع معه، وعدم تقديرهم لظروفه كونه يراجعهم يومياً في هذا الجو الحار -وقد كان في شهر الصيام- قادماً من رأس الخيمة إلى مكاتب الوزارة في دبي.
بعد يوم من اتصاله عاود الاتصال بالبرنامج شاكراً وممتناً ليبلغهم أن مشكلته في طريقها للحل، وأنه تلقى اتصالًا من الوزارة استوضح منه كافة تفاصيل معاناته وطلباته وبياناته مع دعوته لمراجعة الوزارة لإنجاز معاملته، فلما سأل المتصلة به عن اسمها عند مراجعتها، قالت له «معاك حصة بوحميد»، لقد كانت معالي وزيرة تنمية المجتمع معه على الخط.
نموذج لتعامل المسؤول مع شكاوى ومعاناة الجمهور وخدمة المواطنين والاعتراف بوجود مشكلة والعمل على حلها بما يتناغم ورؤية قيادتنا الرشيدة، ومقولة فارس العمل الحكومي المتميز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله «نحن سلطة لخدمة الناس لا سلطة على الناس».
الاعتراف بوجود مشكلة أول مفاتيح حلها، والاستماع لأصحابها يعد جسر الوصول للحلول المطلوبة للقضاء على أي عقبة قد تعترض وصول الخدمات الأساسية والضرورية لهم، لذلك حرصت قيادتنا الحكيمة على تبني سياسات الأبواب المفتوحة وعلى أعلى المسؤوليات لتمكين المواطن والمراجع إجمالاً من الوصول إلى أكبر مسؤول في أي من القطاعات الحكومية بمختلف خدماتها واختصاصاتها. كما أن حرص الكثير من الوزراء والمسؤولين على التواصل مع الجمهور عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي إنما يصب في جهود تكريس وتعزيز الممارسة الشفافة التي تحرص عليها الدولة والقيادة.
مقابل تلك الصور الرائعة من التواصل والحرص على الاقتراب من الجمهور والتعرف إلى وجود مكامن القوة والضعف في الأداء والخدمات المقدمة له، نجد نوعية أخرى من المسؤولين لا تكتفي بالبقاء في أبراجها العالية، وإنما لا تعترف بوجود أي خلل في قطاعاتها رغم الأصوات العاتية والملاحظات المتتالية، بل وترى في كل صوت يخالفها الرأي ويكشف عن الخلل في أدائها بأنه ينطلق من أهداف ومصالح شخصية، مما يدل على الغشاوة التي تحجب الرؤية الصحيحة عنهم.
تحية لمعالي حصة بوحميد ولكل مسؤول يعترف بشجاعة بوجود حاجة إلى جهد إضافي لخدمة وإسعاد الناس.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد