بقلم : علي العمودي
خلال اجتماع مجلس الوزراء قبل التعديل الوزاري الأخير، ولدى اعتماد استراتيجية الاتصال الحكومي للأعوام 2017 - 2021، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «أن الاتصال الحكومي أحد ركائز ودعائم صنع القرار الحكومي في الدولة، من خلال إيصال الرسائل الإعلامية، وبناء الكوادر المتخصصة، وتطوير آليات التواصل والتخطيط الإعلامي الفعال»، مشدداً سموه على أن «الاتصال الحكومي داعم لنا في الاستراتيجية الاتحادية وصنع القرار، ورؤيتنا اتصال حكومي أكثر ابتكاراً وتأثيراً بحلول 2021». وأن الهدف منها «رفع الأداء وكفاءة العمل، وتعزيز أكبر للتفاعل المستمر بين الجهات الحكومية والمجتمع».
تلك رؤية القيادة ونظرتها لضرورة وجود اتصال حكومي فعال، سريع الانفتاح على المجتمع بكل شفافية، مواكباً لكل جديد على الساحة، بخلاف تجربتنا في وسائل الإعلام بمختلف أدواتها خلال السنوات الماضية من قبل بعض مسؤولي «الاتصال الحكومي» في العديد من الدوائر والمؤسسات، حيث يعتقد البعض وما زال أن دور «الاتصال الحكومي» فقط تقديم التقارير الوردية الزاهية على طريقة «ليس بالإمكان أفضل مما كان»، وعندما وقوع أي حدث يستوجب التعليق الفوري والتوضيح وطمأنة الرأي العام، نجد أمثال هؤلاء المسؤولين أو المتحدثين يتفادون
وسائل الإعلام، وإن ظهروا قدموا معلومات متضاربة، ولعل أقرب مثال أمامنا واقعة مرور جسم غريب في سماء الدولة الأسبوع الماضي عندما تأخرت الجهات المختصة في إصدار بيان للرأي العام، وبعد طول الانتظار وترقب وقلق ظهر التضارب، فجهة قالت إنها بقايا شهب مذنب، وأخرى ذكرت أنه بقايا قمر صناعي أو محطة فضائية. معلومات متضاربة لمسائل قد تحصل في كل طالما مكان، فهي من صنع الإنسان ونتائج أعمال يقوم بها. قد يحدث انهيار في مبنى أو طريق أو سقوط رافعة أو حريق كبير، ومع هذا تتأخر بعض جهات الاتصال الحكومي في
إصدار بيان بما جرى، فتجد الشائعات والمعلومات المغلوطة بيئة مثالية للتوالد والانتشار، خاصة في زمن الهواتف الذكية ومواقع التوصل الاجتماعي، وكل يضيف ويزيد بحسب ما يريد من وراء الشائعة. بالنسبة لي، الطريقة الشفافة التي تعاملت بها الجهات المختصة مع حريق فندق العنوان بدبي ليلة رأس السنة العام 2016 درس في التواصل مع الجمهور أولاً بأول، وهو برسم الاستفادة والتعلم لأصحاب التقارير الزاهية دائماً.