بقلم : علي العمودي
ذات مرة وفي المجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شاهدنا فيلماً وثائقياً بعنوان «رياح الخير» عن دور قواتنا المسلحة وفرقها الطبية بتوجيهات من قيادتنا الرشيدة، فرق تنقلت وانتشرت في مناطق جبلية وعرة وقصية من المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان لمساعدة الأهالي وتطعيم صغارهم ضد شلل الأطفال المتفشي هناك ليس بسبب الفقر والجهل فقط، وإنما أيضاً جراء الجماعات المتطرفة وفي مقدمتها حركة «طالبان» الإرهابية التي يمنع عناصرها السكان بقوة السلاح من أبسط متطلبات الحياة الإنسانية كالصحة والتعليم وتعليم الفتيات، تحت مزاعم التحريم باسم الدين، وهو منهم ومن أفعالهم براء.
شاهدنا مشاعر الامتنان تنساب من الألسنة ومظاهر العرفان تترقرق في عيون الأهالي البسطاء لهؤلاء الرجال والنساء القادمين من بلاد «زايد الخير» لإنقاذ أطفالهم من الأمراض المتربصة بهم، وكذلك لما تقوم به الطبيبات الإماراتيات من مساعدة في توليد النساء في منطقة تشهد إحدى أعلى نسب وفيات النساء عند الولادة.
واليوم عندما تشارك الإمارات العالم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة شلل الأطفال، تبرز أمامنا إسهامات يسجلها التاريخ بمداد من الذهب والضياء والنور للإمارات وهي تمد يد العون والمساعدة للمجتمعات الفقيرة والمحرومة لتخليصها من شرور الأمراض والأوبئة، والأخذ بيدها على مسارات التنمية.
وتتجلى أمامنا مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لاستئصال شلل الأطفال في العالم، كأنموذج لما تقدمه الإمارات لحماية الأطفال من مرض لا يقضي على آمالهم فحسب، وإنما يشل أيضاً طاقات مستقبلية لتلك المجتمعات التي ترزح تحت وطأة ظروف قاهرة من الحرمان والبؤس ونقص الإمكانيات.
وكان سموه قد ساهم بمبلغ 30 مليون دولار في أبريل من العام الجاري، استمراراً لمساهمات مقدمة من سموه عام 2013 بمبلغ 440 مليون درهم (120 مليون دولار) لاستئصال مرض شلل الأطفال بحلول عام 2018، مع التركيز بشكل خاص على باكستان وأفغانستان. كما قدم سموه مساهمة أولية عام 2011 مع مؤسسة «بيل ومليندا جيتس» بقيمة 100 مليون دولار، مناصفة بين الطرفين، لشراء وإيصال اللقاحات الحيوية للأطفال في أفغانستان وباكستان. ويستفيد من هذه المبادرات أكثر من 400 مليون طفل سنوياً حول العالم. مبادرات وجهود توجت الإمارات عاصمة للإنسانية، وجعلت من حب عمل الخير عنواناً لبلاد «زايد الخير» حماها الله.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد