بقلم : علي العمودي
تتواصل في عاصمتنا الحبيبة وسط إقبال متزايد، أعمال الدورة الثالثة من فعالية «المغرب في أبوظبي» التي تقام بترحيب من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبرعاية العاهل المغربي محمد السادس، وبدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
الفعالية التي تقام في مركز أبوظبي للمعارض، وتستمر حتى التاسع عشر من الشهر الجاري، تحولت إلى بقعة من الضياء والفرح والبهجة وقاعات المكان تحتضن المغرب بكل تنوعه وثرائه التاريخي والحضاري، وتمدد أرضه وتضاريسه، وتقاسيم الصحراء والبحر وما بينهما من اخضرار بهيج يزيده بهجة وألقاً دفء الطبيعة الودود لشعبه المضياف الأصيل.
الزائر للفعالية يتشبع روحياً بما تنثره من ألوان الفرح الفرق الموسيقية، وبالذات تلك القادمة من شمال الشمال من المدينة الزرقاء شفشاون، وتسمو الروح مع ألحان المديح النبوي، وتتواصل مع فنون متعددة لفرق الصحراء وفن الملحون وغيره من ضروب الفن في بلاد الفن. أما عن المطبخ المغربي، فقد كان الزوار على لقاء مباشر ومتنوع مع أطباق متعددة لهذا المطبخ المعروف بثرائه، وتذوقوا الطاجين والكسكس والشويهات وغيرها. وأبرز ركن الأزياء أناقة وبهاء القفطان والجلابة والتكشيطة.
وفي ركن المغرب بين الأمس واليوم، ضمن الفعالية، يكون الزائر على موعد مع محطات وحقب متنوعة من تاريخ المغرب، ويضم الجناح بعضاً من المقتنيات الشخصية للملك محمد السادس، انطلاقاً من حرصه على أن تتاح لزائر المعرض أوسع الفرص للتعرف إلى تاريخ شعب عريق وحضاراته المتعاقبة. ومن يقترب أكثر من هذه الصورة الحضارية الزاهية، يدرك أن مفاتيح صناعة وازدهار تلك الحضارات، هي قيم التعايش والتسامح التي تميز المغرب، وقد كان لتمسك شعبه بهذه القيم على امتداد حقب التاريخ وعصوره، صمام الأمان الذي تصدى لكل محاولات النيل من وحدته الوطنية، لا سيما من قبل أصحاب الأفكار الظلامية والمتطرفة.
في كل ركن وزاوية من زوايا معرض «المغرب في أبوظبي»، حكاية تُروى، وقصة تعبر عن جهد كبير، وحشد من الطاقات والصور البصرية التي تم حشدها لتجعل المكان واحة تنبض بالحب والفرح الذي يليق بما يجمع الشعبين الشقيقين في الإمارات والمغرب، فتحية شكر لكل من ساهم في إظهار الفعالية بهذا المستوى الرائع، روعة المغرب «المزيان بالزاف».
نقلا عن الاتحاد