بقلم : علي العمودي
خلال احتفالاتنا باليوم الوطني أعجبني مقطع مصور لشباب إماراتيين جرى تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يمثل صورة من صور الالتزام والتوظيف الإيجابي لهذه الوسائل التي اقتحمت حياتنا وفرضت وجودها وتأثيراتها بكل قوة. كان المقطع يصور شباباً بصدد الاحتفال بالمناسبة الغالية على قلوب الجميع، قبل أن يذّكرهم عامل بضرورة الحفاظ على نظافة المكان لأن البلاد نظيفة، وتستحق من الجميع الحرص عليها والمحافظة على نظافتها.
في خلفية نهاية المقطع كلمات فارس النبل وراعي الأيادي البيضاء الذي يقف وراء مبادرة إدخال «التربية الأخلاقية» إلى مناهجنا الدراسية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسموه يقول «الإمارات بخير، بخير بأهلها وبالمخلصين من المقيمين فيها، وفيهم ناس كثيرون قلبهم على هذا الوطن».
وفي ذلك تقدير لكل مقيم، مهما كان دوره بسيطاً في المسيرة المباركة على أرض إمارات المحبة والعطاء، وتنظر إليهم بكل تقدير واعتزاز، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ضمن كلمته السامية في اليوم الوطني أمس الأول، بأن الإمارات تعتز بهم وبما يقدمونه، وبإسهاماتهم، بما يعزز سمعتها الإيجابية، ويرفد مسيرة تطورها، فهم جزء أصيل من نسيج المجتمع الإماراتي الذي يقوم على طيف بشري متعدد، ثقافياً، ودينياً، وفكرياً، وإنسانياً، وغنانا يكمن في هذا العدد.
اختزل المقطع المصور رسالة واضحة بأن «الوطنية أخلاق»، فالالتزام بالقوانين والأنظمة سواء خلال الاحتفالات بالمناسبات الوطنية، منها أو غيرها، إنما تكون بأسلوب حضاري ينم عن أصالة الإمارات وصورتها الحضارية. والوطنية في احترام جهد الآخرين وعدم التقليل من شأنه مهما صغر أو كبر، كما شاهدنا التعامل الحضاري لأولئك الشباب مع عامل النظافة.
احترام القوانين والأنظمة صورة للالتزام الحضاري للفرد تجاه الدولة، ومظهر للمواطنة الصالحة، تعبر عن الحرص الرفيع لكل منا في الحفاظ على محيطه ومجتمعه ووطنه، فليس من المواطنة في شيء العبث والاستهتار باللوائح والأنظمة والقوانين، وبالذات ما يتعلق منها بالسرعات المحددة، والقيادة بطيش، والاستهتار أو العبث بالممتلكات العامة. تعزيز رسالة «الوطنية أخلاق» يتطلب تضافر الجميع، وشكراً لكل من اجتهد وذكرّنا بهذه القيمة والممارسة الأخلاقية العالية من أجل أن نغيّر سلوكيات سلبية يصر عليها البعض منا.