بقلم : علي العمودي
اليوم يقف جموع حجيج بيت الله الحرام على صعيد عرفات الطاهر في أهم ركن من مناسك الحج، الركن الخامس من أركان الدين العظيم، دين الرحمة والمساواة والمحبة، في أعظم مظهر من مظاهر وحدة المسلمين لا فرق بين غني أو فقير أو أبيض أو أسود أو عربي أو عجمي، الكل جاء ملبياً نداء ربه، وجاؤوا من كل فج عميق، كل يتضرع لخالقه الواحد الأحد بلسان واحد وأن اختلفت التعابير والألسنة.
مظهر وحدوي جميل وبالغ العظمة والرقي يعبر عن وحدة المسلمين وسمو الرسالة المحمدية، نستحضر معه عظمة يوم مشهود أرسى فيه خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، دستور التعامل بين المسلمين في خطبة الوداع، وسيد الخلق يوصيهم بالوحدة والتآخي ويغلظ في تحذير دم المسلم وماله على أخيه المسلم أو الاعتداء عليه بمختلف صور العدوان وصون الحقوق واحترام الآخرين.
وحدة المسلمين ومحاولات النيل منها كانت دوما هدفاً لأعداء الأمة في مختلف العصور، وتتخذ مظاهر عدة وأدوات متعددة، وها نحن نشهد في عصرنا الحالي أحدثها بالدعوات الخائبة لتدويل الأماكن المقدسة التي ما أنفك نظام الملالي في طهران يطلقها منذ وصوله إلى سدة الحكم هناك، وطبل لتلك الدعوات اليائسة البائسة مؤخرا «تنظيم الحمدين» في قطر الذي حاول تسييس الفريضة المقدسة ومنع مواطنيه من أدائها، ولكن الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية كانت كما عهدناها دوما كريمة وسلمان الكرم والحزم يأمر باستضافة الحجاج القطريين على نفقته الخاصة كما تكفل بنقلهم من المنفذ والمطارات السعودية.
موسم الحج مناسبة تتجدد معها كل معاني الامتنان والشكر والتقدير للجهود الكبيرة والضخمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومته وشعبه الوفي في خدمة المقدسات الإسلامية وضيوف الرحمن، جهود يعجز اللسان عن التعبير عنها ويلمسها كل من يتشرف بزيارة الديار المباركة، ولا ينكرها أو يقلل منها إلا كل جاحد وناكر للجميل وللمعروف ممن ابتليت بهم هذه الأمة وينطلقون من مآرب وغايات دنيئة لا تمت للحج ومضامينه العظيمة والغايات التي للمسلمين خلاله في أن يشهدوا منافع لهم.
وفي يوم طيب مبارك كاليوم، نرفع أكف الضراعة مبتهلين للخالق عز وجل أن يديم على إماراتنا نعم الأمن والأمان والرخاء والازدهار، ويحفظ بلادنا وقائدنا خليفة الخير وإخوانه.. وكل عام وأنتم بخير.