بقلم : علي العمودي
جرى مؤخراً تداول مقطع مصور من غرفة عمليات شرطة دبي، رصد خلاله أحد الرجال المكلفين بمتابعة كاميرات المراقبة شخصاً تبدو على ملامحه آثار التعب والإعياء، ويضغط على صدره، فما كان من الشرطي في غرفة العمليات سوى إبلاغ زميله الموجود في أقرب نقطة للرجل لمساعدته، وطلب الإسعاف له بعدما تبين أنه كان يعاني مقدمة نوبات قلبية، وقد لطف الله به، بعدما تيقظ الشرطي لحالته.
مقطع بسيط يحمل الكثير من الدلائل والمعاني في صورة العلاقة بين الشرطي، ومن يخدمهم على ثرى إمارات الخير والعطاء. إنها من صور التكوين والتأهيل التي تجسد توجيهات القيادة الحكيمة بأن السلطة والحكومة لم توجد لخدمة الناس وحسب، بل وإسعادهم.
أكد المقطع المتداول روح المسؤولية التي يتحلى بها أفراد الشرطة في الإمارات وإدراكهم دورهم في المجتمع، والذي لا يقتصر فقط على مطاردة المخالفين للقوانين والمجرمين، وإنما دور اجتماعي أوسع وأشمل يتجاوز بمراحل جمة الدور المعروف لأجهزة الشرطة في مختلف مناطق العالم.
وشاهدنا وتابعنا حرص وزارة الداخلية على تنفيذ تلك التوجيهات السامية، بمتابعة مباشرة من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
ووجدنا كيف تحولت مراكز خدمات المتعاملين إلى نقاط لإسعادهم بابتكار العديد من الخدمات لتسهيل التعاملات وإنجازها بكل كفاءة ويسر وانسيابية.
وأثمرت التوجيهات السامية للقيادة الرشيدة عن بناء شراكة متينة الجذور بين أفراد الجمهور كافة ومختلف المؤسسات الشرطية والأمنية، وجعلت من كل فرد في المجتمع شريكاً للحفاظ على منجزات ومكتسبات هذا الوطن الغالي.
ولعل مبادرة «كلنا شرطة» التي أطلقتها القيادة العامة لشرطة أبوظبي، واحدة من هذه المبادرات المتميزة التي تحظى بدعم القيادة الرشيدة، وتؤكد مدى التقارب والشراكة بين طرفي العلاقة التكاملية لصون أمن واستقرار المجتمع، وتعزيز تماسك اللحمة الوطنية على أرض إمارات الخير والعطاء، لحمة عصية على الاختراق من جانب كل من يعتقد أن بإمكانه العبث أو المس بها، وهي محل فخر واعتزاز كل من تابع هذه التجربة غير المسبوقة التي جعلت من رجل الشرطة صديق الجميع، وخدمة الإنسان على مدار الساعة، ونجحت في تبديد الصورة القاتمة والقاسية لمراكز الشرطة في مناطق عدة من عالمنا، فشكراً لكل شرطي وشرطية يعملان على إبراز الصورة الحضارية للإمارات.
المصدر : الاتحاد