بقلم : علي العمودي
تحت هذا الشعار والوسم اختتم مركز «صواب» حملته الاستباقية التاسعة عشرة على مواقع التواصل الاجتماعي بمناسبة عيد الأضحى المبارك في جهد واضح ومتميز للمبادرة الإماراتية الأميركية المشتركة «للتصدي لدعايات الإرهابيين على الإنترنت والترويج للبدائل الإيجابية المضادة للتطرف».
وركزت الحملة التي كانت باللغتين العربية والإنجليزية على إبراز روح العيد أنطلاقاً من القيم السامية التي يحث عليها ديننا الحنيف، وما تحمل تلك القيم من صور للتضحية والتراحم والوحدة بين المسلمين، رغم التنوع والاختلاف بين الأعراق والألسن والجنسيات والطوائف. لا فرق بين عربي أو أعجمي أو أبيض أو أسود أو غني أو فقير، وحدة تتسع لكل صور الاختلاف بل وتصهر التنوع لأجل غايات سامية مشتركة لخير وسعادة الإنسان أينما كان.
لقد كانت هذه الصور السامية من جوهر العقيدة السمحاء هدفاً لتلك الفئات والشراذم الإرهابية والمتطرفة، وعملوا على استهدافها من خلال ما يروجون من حقد وكراهية وغلو وتطرف وأقصاء للآخر عبر منصاتهم وأبواقهم في كل مكان، وكذلك عن طريق توظيف مواقع التواصل الاجتماعي التي يستدرجون من خلالها الأغرار وتسميم عقولهم، لتجنيدهم ضمن خلاياهم أو « قطعانهم» المنفردة ممن ينشرون الخراب والدمار والدماء أينما حلوا كما شاهدنا مؤخراً في مناطق عدة من عالمنا، وجرى في برشلونة ولندن وهامبورج وغيرها من مدن العالم. وقد لعبت فضائيات الفتنة والتحريض على شاكلة «الجزيرة» وغيرها من المنصات الممولة من قطر وإيران والأخرى التابعة لها كما «نائحة حزب الله اللبناني» الإرهابي وجماعات الحوثيين أدواراً كبيرة في تأجيج الكراهية والأحقاد، ونشر التطرف والترويج للإرهاب وتمجيد رموزه.
«العيد يوحدنا»، وجوهر الدين الحنيف وقيمه الوسطية والاعتدال توحدنا في وجه ملتاثين اختطفوا دين الحق وجعلوه مطية وواجهة لتنفيذ مآربهم الإجرامية لإشباع تعطشهم لسفك الدماء.
مبادرة مركز « صواب» بهذه المناسبة وغيرها من المناسبات تذكرنا جميعاً بمسؤولياتنا تجاه الشباب والنشء بمساعدتهم على حسن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتصدي من خلالها لأولئك الذين أردوا أن يجعلوا من هذه المواقع ساحات مفتوحة لنشر سمومهم للنيل من القيم العظيمة للإسلام ومن منجزات ومكتسبات الأوطان ورموزها الوطنية، وتحويل تلك المواقع لأدوات للوصول إلى غاياتهم الدنيئة وأهدافهم الإجرامية. والتصدي لهم معركة مفتوحة تتطلب يقظة الجميع لأن الخطر يستهدف الجميع، فالتطرف ووليده الإرهاب لا وطن أو دين أو جنسية له، والإسلام منهم براء.