بقلم : علي العمودي
مساء أمس الأول وبينما في طريقي لمنطقة الشهامة بضواحي العاصمة أبوظبي والأمطار تتساقط بمعدلات تتراوح بين الغزيرة والمتوسطة، كان البعض من «مجانين» الطريق يقود سيارته بكل طيش واستهتار وبسرعة دون أدنى مراعاة للظروف المناخية السائدة رغم التحذيرات المتتالية لشرطة أبوظبي عبر اللوحات الإلكترونية المنتشرة على الطريق. وكذلك حرص رجال المرور على الوجود عند التقاطعات وقرب الجسور والأنفاق ليكونوا على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي ظرف طارئ وسط تلك التقلبات المناخية. وبالفعل جرى قرب التقاطع المؤدي لمنطقة الوزارات وقرب متنزه خليفة، تحويل الحركة للطرق الفرعية بعد إغلاقها أمام المتجه للخارج لبعض الوقت لحين التعامل مع الظرف الطارئ المسبب للإغلاق.
هذه المشاهد التي تتكرر بسبب «مجانين» الطريق، تؤكد ضرورة تبني أساليب وطرق أكثر نجاعة لردع هؤلاء ممن لا يستجيبون ولا يتفاعلون مع الجهد الكبير الذي تقوم به شرطة أبوظبي وغيرها من مديريات المرور في مختلف مدن وإمارات الدولة، فرجال المرور يولون التوعية والنصح الأولوية قبل توقيع المخالفات والعقوبات التي ينص عليها القانون، ومع هذا تجد هذه النوعية من السائقين لا يردعهم رادع، بل نجد منهم من يتباهى بالمبالغ الطائلة التي يدفعها لمخالفات «الرادار».
تبنت دوائر القضاء والشرطة خلال بعض الفترات تطبيق عقوبات مثل أداء الخدمة المجتمعية بحق هذه الفئة المستهترة من السائقين، وتفاعل المجتمع مع تلك التوجهات التي ساهمت إلى حد كبير في التقليل من القيادة بطيش والاستهتار بأرواح الآخرين، خاصة عندما يجد الفرد منهم نفسه يقوم بخدمة شباب في عمر زهور أصبحوا أسرى الأسرّة والكراسي المتحركة بعد أن دفعوا ثمناً باهظاً للحظة طيش واستهتار أثناء القيادة. وشاهدنا خلال الأيام القليلة الماضية تلك اللقطات المروعة لشاب تفحم داخل سيارته التي تدهورت مرات عدة بعد أن كان يقوم بحركات استعراضية علي رمال منطقة الفاية بالشارقة. وهنا نحيي قرار الجهات المختصة بتشديد الإجراءات الأمنية في منطقتي الفاية والبداير بالشارقة، بما في ذلك مصادرة وحجز المركبات والدراجات النارية المستخدمة في تلك الممارسات، وتوقيع المخالفات والغرامات على مرتكبيها الذي يستعرضون بسياراتهم «المزودة»، ويعرضون حياتهم والآخرين لمخاطر جمة.
ونحن نقترب من أيام وطنية مجيدة، نضم صوتنا لمناشدات دوائر الشرطة للتعبير عن فرحتنا بمسؤولية وانضباط، وندعو الجميع للالتزام بالأنظمة والقوانين التي وضعت من أجل سلامة الجميع.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد