بقلم : علي العمودي
زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لموقع نصب الشهداء، واعتماد سموه لتسميته الجديدة «واحة الكرامة» تدفقت معها شلالات من مشاعر الفخر والاعتزاز والوفاء لكوكبة من أبناء الإمارات ممن بذلوا أرواحهم فداء للوطن، وإعلاء شأنه ورفع رايته عالياً في ميادين البذل والعطاء والشرف والبطولات.
«واحة الكرامة» معلم وطني عظيم يشمخ ويسطع، مستمداً تسميته الجليلة من رؤية قائد فذ، رأى فيه امتداداً لمعالم ومعان سامية في وطن الواحات، الذي أراده مؤسسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واحة لأجمل وأروع ما في الكون، وطن يجمع على ترابه واحة أمن وأمان، وواحة رخاء وازدهار، والأجمل والأروع، إنه واحة للفكر والعلم والثقافة والتعايش والتسامح، ومنصة للقاء بين الحضارات لخير البشرية والإنسانية جمعاء.
«واحة الكرامة» معلم يحمل كل الإجلال والوفاء لتضحيات أبطالنا من رجال القوات المسلحة، ويحمل كل مشاعر التقدير والاعتزاز بأدوارها التاريخية في ميادين الواجب ورفع رسالة الإمارات، كما أراد لها القائد المؤسس، ومضى على ذات النهج قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة. وهي تمضي في مسيرة تطورها، مواصلةً رسالتها بمتابعة سامية من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تذود عن حياض الوطن، وهي درعه وسياجه المتين، تنتصر للحق وتظل عوناً وسنداً للشقيق والصديق.
«واحة الكرامة» بتصميمه المبدع يقف غير بعيد عن أحد أهم المعالم الخالدة في عاصمتنا الحبيبة، جامع الشيخ زايد الكبير الذي تحول بدوره لنقطة إشعاع حضاري ضمن واحة العطاء الفكري والروحي الملهم لإبراز الوجه الحضاري المشرق لرسالة الإسلام والعمارة الإسلامية الخالدة المتجددة على أرض الواحات في «بلاد زايد الخير».
«واحة الكرامة» معلم يروي لأجيال الحاضر والمستقبل تضحيات الأبطال التي ستظل في ذاكرة ووجدان أبناء الإمارات على امتداد العصور، ويروي وحدة وطن ومتانة لحمته الوطنية، وقوة التفاف أبنائه حول قيادتهم، ويجسد التلاحم الوطني مع قواته المسلحة.
وإذا كانت ألواح «واحة الكرامة» قد صنعت من هياكل آليات استخدمها الأبطال فإن تضحياتهم ستظل مصهورة في أعماق الوجدان. حفظ الله الإمارات شامخة رايتها خفاقة عالياً.