بقلم : علي العمودي
مطار أبوظبي الدولي نجح في غضون سنوات قلائل أن يكون رقماً مهماً في صناعة السفر العالمي، بفضل الاستثمارات الضخمة من قبل الدولة، وكذلك للنشاط الكبير لناقلتنا الوطنية «طيران الاتحاد» وشبكتها الواسعة في مختلف أصقاع الأرض، والتي أصبح معها محطة توقف مهمة تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب.
وفي إطار الاستثمارات النوعية في تطوير المطار وخدماته، جاءت تجربة السفر الذكي بالتعاون والشراكة بين شركة مطارات أبوظبي ووزارة الداخلية، والتي انطلقت معها حملة إعلانية ضخمة للتعريف بالنظام قبيل تطبيقه، ودعوة جمهور المتعاملين معه للتسجيل. واليوم بعد مرور أشهر عدة على التجربة، نجدها تراوح مكانها من دون الاستفادة من الملاحظات التي جرى
طرحها من قبل. ففي البدء عندما انطلقت التجربة، تمت دعوة جمهور المسافرين للحضور قبل ثلاثة ساعات من موعد السفر. وتفهم الجمهور طلب التبكير للحضور إلى المطار، لكون التجربة جديدة وحتى لا تتأخر عملية التسجيل، وبالتالي تؤثر على المسافر.
وبعد ذلك أصبح المسافرون بعد انقضاء موسم الذروة يتوجهون قبل ساعتين من السفر لإنجاز معاملاتهم، كما كان معمولاً به من قبل.
كما أن الكثير من المسافرين، وعلى الرغم من التسجيل في السفر الذكي وظهور علامة «صح» عند أخد بصمة العين، يفاجأون بعدم قراءة وثائقهم عبر البوابات الإلكترونية، فيضطرون للتوجه إلى مأمور الجوازات للتسجيل من جديد في «السفر الذكي»، وختم وثائقهم بالطريقة التقليدية، ومنهم من يسمع مبرراً غريباً لعدم قراءة وثائقه لوجود «تشابه» في الأسماء، وهو مبرر كنت أعتقد أنه قد اندثر من قاموسنا بعد دخول نظام «الهوية» إلى حياتنا.
شخصياً أتردد على مطار أبوظبي الدولي بمعدل مرتين على الأقل شهرياً، أحدثها فجر أمس وأشهد تلك المواقف، خاصة في تنقل المسافر بين أكثر من منصة لإنهاء إجراءاته بسبب تضارب ما يقوله المرشدون، وأغلبهم من شركة خاصة للحراسة متعاقد معها. وبينما نحن نتحدث عن «السفر الذكي» نجد مطارات أخرى قد طورته وباتت تتعامل ببطاقة الهوية كوثيقة معتمدة للدخول والخروج عبر البوابات الإلكترونية.
ونحن نقدر الجهد الكبير للشباب العاملين في المطار، خاصة ونحن نستقبل هذه الأيام آلاف السياح والزوار الذين يتدفقون على البلاد لحضور مختلف الفعاليات من مؤتمرات ومعارض وأنشطة ترفيهية، نؤكد الحرص على الترحيب بهم بابتسامة تليق بأبناء وطن السعادة لضيوفهم.
المصدر : الاتحاد