بقلم : علي العمودي
التفاعل الكبير والواسع رسمياً وشعبياً مع إعلان قرب افتتاح متحف «لوفر أبوظبي» في عاصمتنا الحبيبة نوفمبر المقبل يجسد مقدار الفخر والاعتزاز بمنجز نوعي فريد يضاف للمشهد الثقافي والفني والحضاري في الإمارات، هذه البقعة الساطعة منارة التنوير والتجديد التي أخذت على عاتقها مسؤولية فتح نوافذ ضياء المعرفة في منطقة مضطربة أراد أهل الفكر السوداوي والفتن والتجهيل وحاملو لواء الإقصاء تصدر الساحات فيها ليعيثوا في الأرض فساداً.
كانت أول أدوات ومعاول الهدم التي استخدموها محاولة إعادة كتابة التاريخ من منظورهم الأسود والإقصائي والتكفيري من خلال المناهج الدراسية في البلدان التي تسلل إليها «إخوان الشياطين». وكذلك شنوا حربا شعواء على المتاحف حاضنة شواهد وأوابد حضارات العالم وإبداعات الإنسانية. شاهدنا خوارج وبرابرة العصر من «طالبان» و» القاعدة» والدواعش» وغيرهم من الحركات الإرهابية والمتطرفة وهم يدمرون آثاراً تاريخية وحضارية مهمة في باميان بأفغانستان والعراق وسوريا وتمبكتو بمالي، وغيرها من مناطق هذا العالم وأينما ظهرت عصابات القتل والتدمير والترويع هذه.
لقد امتلكت قيادتنا الرشيدة ومنذ بواكير التأسيس رؤية ثاقبة بأن الثقافة والفن والإبداع مفاتيح بناء مجتمعات سوية متسامحة تزهو بموروثها غير منسلخة عنه، وتعمل دوما على غرس قيمه الأصيلة لدى النشء مع الانفتاح على كل حضارات وثقافات العالم بما تحمل من معان سامية تثري كل جميل وإنساني داخلنا.
«متحف لوفر أبوظبي» حصاد العلاقات المتميزة مع فرنسا البلد الصديق المتميز الذي تربطنا به قيم مشتركة عديدة تقوم دوما على الاعتناء بالإنسان والارتقاء به ماديا وروحيا باعتباره صانع الحضارة وناشر الخير لإسعاد الجميع.
أمام صرح شامخ يضاف لدرر المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات، مثل «لوفر أبوظبي» يتلمس المرء في كل زاوية منه بصمات قائد فذ يحمل رؤية مشروع حضاري تنويري إيمانا منه بدور الإمارات وأبنائها في صنع غد أجمل لهم وللأجيال القادمة، إنها رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، القائد الذي وضع بناء الإنسان الإماراتي المؤهل في قمة أولوياته، فكان الدعم اللامحدود للتعليم والثقافة، وبه نجحت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في تقديم منتج ودور ثقافي نوعي على مستوى المنطقة والعالم، وجعلت من أبوظبي وجهة وقبلة عالمية للثقافة والفن. و«عمار يا دار حكمها خليفة».