بقلم : علي العمودي
الخِطبَة الموحدة في مساجدنا ليوم الجمعة الماضي كانت عن « السمعة الطيبة»، استعرضت حرص ديننا الحنيف على بناء السمعة الطيبة للإنسان والوطن والحفاظ عليهما بتعزيز الممارسات المؤدية لها.
السمعة الطيبة لا تُشترى بالأموال والرياء والتصنع، وأنما هي مواقف وأفعال وسلوكيات تنبع من قيم أصيلة، وثمرة غرس طيب في الإنسان.
السمعة الطيبة الرفيعة التي تحققت للإمارات وأبنائها هي ثمرة غرس طيب، ترسخ بالأفعال الجليلة والمواقف المشهودة، التي جعلت من اسم الإمارات قرين كل طيب وجميل وخيّر. وبتلك المواقف والسلوكيات الحميدة أسرت الإمارات وقيادتها قلوب مواطنيها والمقيمين على أرضها، والجميع سواء داخل الدولة أو خارجها، وجعل منهم جميعاً سفراء الخير لبلاد « زايد الخير».
خلال الأيام الثلاثة الماضية تابعت مواقف يترع بها القلب إعزازاً، وتفيض المُقل بها دمعاً فرحاًَ وابتهاجاً، لما صنعت السمعة الطيبة من مواقف عفوية هي من صور الحب والفخر والانتماء والولاء والتقدير لتلك الأيادي البيضاء والوقفات الرجولية الناصعة والمشرفة. فمالذي يدفع مواطناً للوقوف تحت هجير الشمس يوزع الوجبات الغذائية والعصائر؟، ولا يطلب من الناس الذين كانوا خارجين للتو من أحد المساجد في الدولة سوى مشاركته التضرع لله بأن يمن بشفاء عاجل على سمو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد، كما دعاهم للترحم على الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا.
وما الذي يدفع آلاف المسلمين في ولاية كيرلا الهندية لتنظيم تجمع عفوي حاشد من دون أن يطلب منهم أحد للدعاء بالشفاء لصنديد من صناديد الإمارات الشيخ زايد بن حمدان بن زايد ورفاقه الذين أصيبوا وهم في ميادين الشرف نصرة لإخوانهم في اليمن الشقيق؟.
ومن تلك المواقف أيضاً مشهد الجريح اليمني الذين يتلقى العلاج على نفقة الإمارات في أحد المستشفيات الهندية، وهو يقول وقد اغرورقت عيناه بالدمع»، أتمنى أن أستشهد وكل أسرتي ولا يصاب أي جندي أو إماراتي بمكروه»، مشاعر ومواقف عفوية تتسارع للتعبير عما تكنه قلوب أسيرة مواقف النبل والطيب والأصالة الإماراتية، وترى فيها محاولة لرد الجميل والدين العظيم الذي يطوق الأعناق نحو إمارات المحبة والعطاء.
مواقف ومشاهد عفوية بسيطة تحمل في طياتها ودلالاتها دروساً وعبراً عن معاني الوفاء لآسري القلوب بطيب أفعالهم ورقي سلوكياتهم، وما بنوا من سمعة طيبة طبقت الآفاق، لا يستوعبها أولئك الذين احترفوا شراء الذمم وتمويل أكشاك الارتزاق.