بقلم : علي العمودي
بعض الدوائر والجهات وتحت مسمى الترشيد وإعادة ترتيب الأولويات تقوم بالاستغناء عن خدمات تعتبرها هامشية مثل تقليص اشتراكات الصحف أو خدمات شركات التنظيف والحراسة المتعاقدة، وغيرها من بنود الصرف والإنفاق باستثناء بند واحد يعتبر مقدساً عند هذه الجهات، وغير قابل للمساس، وهو حضور الاجتماعات والمشاركات الخارجية التي لا تحلو وتكثر إلا في أشهر الصيف.
وإذا كانت الأندية الرياضية معذورة لإقامة معسكراتها الخارجية خلال فترة الصيف، فلا تجد العذر ذاته لتلك الجهات والدوائر في جولاتها الخارجية التي لا تختلف في جوهرها عن أي برامج ترفيهية للمشاركين فيها. ولا شك بأن عدم وجود جهة تقيم الجدوى من المشاركة في هذا الملتقى أو الجولة، جعلت إقبال المعنيين في تلك الجهات يتزايد على الانضمام لها، طالما أن الأمر يحمل رحلة مجانية وعلى درجة رجال الأعمال أو الأولى بحسب المكانة والدرجة الوظيفية للمسافر.
إحدى الجهات أرادت التعاقد مع مؤسسة نظيرة لها في إحدى الدول الأجنبية، فجردت بعثة كاملة من أركان الدائرة لرحلة تقطع فيها آلاف الأميال لتوقيع العقد والعودة.
جهة أخرى غالبا ما كانت تتحفنا ببلاغاتها الصحفية عن حرصها على تبني تقنية الدوائر المصورة المغلقة« الفيديو كنفرانس» لعقد الاجتماعات مع مديري فروعها في مختلف مدن الدولة لتحقيق «كفاءة الأداء وسرعة الإنجاز وتوفير النفقات والاستفادة من التقنيات»، ولكن عند أقرب سانحة للسفر الخارجي تتناسى ذلك الحرص، ويشد أركانها الرحال للسفر الذي يحلو أكثر عندما يكون لبلدان الشمال و«البراد» واغتنام فوائد أكثر من تلك التي عددها الشافعي في قوله المأثور. فبند الرحلات الخارجية غير قابل للمساس عند تلك الجهات التي أوردت مجرد نموذجين منها والقائمة تطول بصور غيرها.
وإذا كان البعض في تلك الدوائر والجهات يتفنن لاقتناص رحلة أو برنامج خارجي، فإننا نحيي جهداً مميزاً واستثنائياً للعديد من الوزارات والمؤسسات والجهات التي أبدعت في ابتكار برامج لاحتضان أبنائنا وبناتنا سواء في مناشط تدريبية أم ترفيهية لشغل أوقات فراغهم بما يفيد، ونخص بالتقدير وزارة الثقافة وتنمية المعرفة وبرنامج «صيف ثقافي» ومجلس أبوظبي للتعليم الذي جعل «صيفنا مميزاً»، وكذلك نادي تراث الإمارات الذي جعل من جزيرة السمالية قبلة النشء للغرف من معين تراث زاخر وأصيل، يصقل قدراتهم ويعزز فيهم الانتماء، ويكرس فيهم الحرص على «السنع» الإماراتي.