بقلم : علي العمودي
إطلاق سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي قناة ناشيونال جيوغرافيك للأطفال يؤكد العناية الخاصة التي توليها قيادتنا الرشيدة لبناء العقول، والدور الريادي الذي تقوم به «أبوظبي للإعلام» التي نتشرف بالعمل تحت مظلتها، في تقديم محتوى إعلامي نوعي يرقى بالعقول والوعي والإدراك، ويجمع ما بين المعرفة والثقافة والترفيه.
إطلاق القناة الجديدة محطة على طريق طويل لبناء الأجيال والإنسان الذي لطالما كان المحور الأساس في مسيرة الخير والعطاء على أرض هذا الوطن الغالي.
لقد استثمرت الإمارات بسخاء في مسألة بناء وتحصين العقول؛ لقناعتها الثابتة بأهمية العلم والإنسان المتعلم في خدمة وبناء وطنه، باعتباره مفتاح البذل والعطاء والبناء وخط الدفاع الأول عن المسيرة ومكتسباتها.
القناة الجديدة تخاطب عقولاً غضّة طرية بأسلوب علمي، وبلغتهم العربية رمز هويتهم الوطنية وانتمائهم الأصيل، وتفتح أمامهم أبواب المعرفة والاكتشاف والإثارة العلمية، لتنير أمامهم آفاقاً جديدة من التعلم والاستزادة من العلوم، بعيداً عن الخرافة والجهل، والتسطيح الذي كان سمة مخاطبة الأطفال، ولتغرس فيهم الاستعداد لتقبل الضحالة والجهالة والخزعبلات التي كانت تُسوّق تحت مسميات شتى، ولم تسفر سوى عن أجيال هشة ركيكة البناء استغلها فيما بعد أسوأ استغلال تجار الشعارات وأعداء النور ومفتي الجهالة والتجهيل المروجين لثقافة الإقصاء ورفض الآخر، وتناسلت في أحضانهم فرق التحريض والتخريب والتطرف والإرهاب التي تدفع ثمنها اليوم غالياً الكثير من المجتمعات من حولنا، لم تولِ وتتنبه لهذه المسألة مبكراً أو تتعامل معها بالصورة التي تميزت بها التجربة الإماراتية التي بُنيت على الانفتاح والتسامح والتواصل مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية في مراحل مبكرة من المسيرة، مما أثمر عن أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة، وقوة الانتماء والولاء شديدة الالتصاق بالجذور والقيم التي تميز مجتمع الإمارات ومتانة وصلابة لحمته الوطنية.
لقد كانت المعرفة والعلوم مفاتيح بناء المجتمعات والحضارات على امتداد التاريخ، واليوم تُشرع الإمارات، وكعادتها دائماً ومن خلال القناة الجديدة، نوافذ جديدة للأجيال على طريق بناء جيل يعشق العلوم، يطمح لارتياد آفاق جديدة من الاستكشاف والريادة، ويقدم لنا نماذج إضافية من طراز أديب البلوشي وعلياء الظاهري، ممن لا يظهر ويسطع نجمهم إلا في مدارات منيرة تشجع على التعلم والمعرفة والإبداع والابتكار، وهو ما حرصت عليه قيادة الإمارات، وجعلت منه سلاحاً للمستقبل.