بقلم : علي العمودي
تتواصل أصداء الرسالة السامية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، والتي تعد بمثابة وثيقة تاريخية لأجيال الحاضر والمستقبل. وبما حملت من التزام بنهج متوارث لقيم سامية جبل عليها أبناء الإمارات وطن المحبة والتسامح.
أكدت الرسالة السامية أن أهم ما يفخر به أبناء الإمارات هي منظومة القيم وموروث القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسين، والتي تتمحور حول التسامح، وانطلقت منه باتجاه بناء الصرح العملاق والواحة الغناء التي يعيش فيها الجميع بروح الأسرة الواحدة، وتناغم وتفاهم ووئام لصنع المستقبل الزاهر.
في حديث مع أحد الصحفيين الأجانب ممن يترددون على الدولة، قال لي، إن الإمارات يحق لها أن تحتفي أيما احتفاء بهذا اليوم، فالاحتفاء بحد ذاته كان رسالة للجميع بما يصنع التسامح من رخاء وازدهار وسلام ووئام في المجتمعات. خاصة ونحن نشهد ما يجري في مجتمعات غير بعيدة عنا من خراب ودمار وويلات جلبته عليهم غياب روح التسامح والتشدد والتطرف، وما يتبع من إرهاب وإقصاء للآخر لمجرد الاختلاف معه، والقتل على الهوية الطائفية والمذهبية. وما فعل فيهم تجار الشعارات، وبالذات المتسترون خلف الدين الإسلامي السمح.
كان لافتا في الرسالة السامية الإشارة الحازمة لتحذير البعض، ولا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي من الانزلاق وراء المحتويات المناقضة لروح التسامح وقيمه التي يتميز بها مجتمعنا. ولا شك أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لوزيرة التسامح، لمتابعة أي تجاوزات بهذا الشأن تؤكد التصميم الإماراتي على إفشاء وتعزيز وترسيخ روح التسامح في المجتمع وصون سلامه الاجتماعي.
كما أنه يتطلب نشر توعية شاملة للجميع ببنود قانون مكافحة التمييز ونبذ الكراهية وازدراء المذاهب والأديان، والصادر بمرسوم من قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله؛ وقد جاء صدور القانون ليعزز وطن التسامح ويردع كل من تسول له نفسه المساس بالثوابت والقيم التي تجمع الجميع في «البيت المتوحد». والوعي به يعزز التصدي لمثيري الفتن عبر منصات التواصل الاجتماعي والفضائيات، فالرسالة الوثيقة تزيدنا عزماً وإصراراً على التمسك بكل ما كان يحبه زايد الخير لوطن الخير.