بقلم : علي العمودي
اليوم المفتوح الذي نظمته هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية بقواتنا المسلحة لأولياء أمور مجندي الخدمة الوطنية، كان يوماً استثنائياً، فقد كان يوم التعرف على أحد مصانع الرجال والأبطال، ولحظات من الوفاء والشكر والامتنان لأبطال في معسكرات التدريب يصنعون أبطالاً جدداً تجري في عروقهم ودمائهم قيم الولاء والانتماء للوطن والقيادة، وتخفق بين أضلعهم روح البذل والعطاء والتضحية لأجل بلاد «زايد الخير».
كان يوماً جميلاً عظيماً بجمال وعظمة اللحمة الوطنية التي تميز أبناء الإمارات والتفافهم حول قيادتهم ورموزهم الوطنية، والقوات المسلحة صرح من صروح المنجز العظيم للإمارات، وهي الدرع والسياج للإنجازات والمكتسبات التي تحققت لصالح الوطن والمواطن.
ومن يخدم في صفوفها حظي بشرف عظيم ومنزلة كبيرة لأنها كانت دوماً القريبة من الجميع، وقد بُنيت وفق عقيدة حدد قواعدها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن تكون صوناً للوطن، وعوناً للشقيق والصديق، تنتصر للحق دوماً. رؤية اعتمدت على التطوير المستمر والمتواصل عدة وعتاداً، واستثمرت بصورة نوعية في مواردها البشرية لتصبح اليوم في مصاف أقوى جيوش المنطقة والعالم. وقد كانت عبر مسيرتها ومشاركاتها المباركة الحافلة أداة للخير وتثبيت دعائم الحق والسلام والأمن والاستقرار إقليمياً وعالمياً.
اليوم المفتوح كان مناسبة وطنية سعيدة لذوي المجندين الذين غمرتهم مشاعر وطنية فياضة، وهم يرون فلذات أكبادهم يحرصون على رد شيء من الجميل والدين الكبير الذي يطوق أعناق الجميع تجاه إمارات المحبة والخير والعطاء. وألسنتهم تلهج بالشكر والثناء والامتنان لقيادتنا الرشيدة، وهي تتيح لهم فرصة انخراط أبنائهم في معسكرات التدريب لأداء خدمة جليلة عظيمة التي لم تتردد بنات الوطن في الانضمام إليها بصورة طوعية. كما كان أولياء الأمور يشعرون بالفخر والاعتزاز كذلك لحجم التحولات والتغيرات الإيجابية التي طرأت على أبنائهم من حيث اكتسابهم مهارات جديدة وسلوكيات حميدة لجهة الانضباط والالتزام ونمت شخصياتهم وقدراتهم في التواصل مع الآخرين والعمل ضمن مجموعات، والاعتماد على الذات والتعامل والتكيف مع مختلف البيئات والظروف.
في ذلك اليوم الجميل، كنا مع صورة أجمل لتلبية نداء الواجب الوطني مع شاب أصر على التطوع للخدمة الوطنية، رغم أن القانون يعفيه كونه وحيد والديه، إنها الإمارات التي يتسابق لأجلها الجميع، فكل الفخر والاعتزاز بهؤلاء الأبطال، وأسود الجزيرة رجال قواتنا المسلحة.