بقلم : علي العمودي
قبل يومين من رحيل شهر رمضان المبارك، كنت في محاضرة بمجلس من مجالس الخير والعلم التي تشهدها بيوت المواطنين خلال الشهر الفضيل، بالتنسيق مع إدارة شؤون المجالس بديوان ولي عهد أبوظبي، وكان موضوعها «نهج زايد»، النهج الطيب المبارك الحريص على تعزيز روح الأسرة الإماراتية الواحدة، وروابط وعرى أهل الإمارات وجميع أفراد المجتمع.
عقب المحاضرة القيمة، دعا صاحب المجلس محمد سالم بن كردوس العامري عضو المجلس الوطني الاتحادي الحضور لتوجيه الشكر والثناء والتعبير عن الفخر لأبطال قواتنا المسلحة جنودنا البواسل، وهم يسطرون ملاحم المجد والبطولات على أرض اليمن الشقيق، ويقطعون دابر المخطط الإجرامي الإرهابي للميليشيات الحوثية الإيرانية مع أشقائهم في الحد الجنوبي، والترحم على شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً، لتظل راية الإمارات شامخة في ميادين الشرف، ولننعم نحن بالأمن والأمان والاستقرار.
كانت الأكف ترتفع بالدعاء، والألسنة تلهج بالثناء للأبطال، في مسلك يؤكد مقدار الاعتزاز بهم، وبالمهمة التي يقومون بها، لتأمين استقرار بلادهم، وصون مكتسبات ومنجزات الوطن، والاصطفاف الوطني حول القيادة الرشيدة.
وبالأمس والإمارات تزف أربعة من أبطالها ممن التحقوا بركب شهداء الوطن، تجددت تلك المشاعر العظيمة، عظمة ومهابة الرسالة السامية للأبطال، ونحن نشهد تسابق أبناء الإمارات للمشاركة في صلاة الغائب على الشهداء في كل مدن وإمارات البلاد. كما تدفقوا على خيم استقبال التهاني في الشهداء ليكونوا إلى جانب ذويهم، كل منهم يعتبر نفسه ابناً للأسر التي أنجبت الأبطال، والكل يعبر عن الاستعداد للفداء والتضحية لأجل الإمارات وقيادة الإمارات.
كما جعل أبناء الإمارات من فرحة استقبال عيد الفطر المبارك فرصة للتعبير عن الاعتزاز والفخر بأبطال القوات المسلحة، بإطلاق مبادرة بسيطة عظيمة الدلالات، دعت لارتداء «الغترة الجيشية» خلال العيد. لفتات بسيطة عفوية ولكنها كبيرة، تجسد روح الإمارات، ثمرة نهج زايد، نهج جعل من البلاد أسرة كبيرة واحدة، متماسكة متعاضدة ملتفة بعضها ببعض حول القيادة الرشيدة، ورسالة ودور القوات المسلحة الباسلة التي استلهمت من تلك الروح، واسترشدت بها في كل مرحلة من مراحل بنائها، وهي تمضي في مهامها درعاً للوطن، وسياجاً متيناً لمنجزاته ومكتسباته، وعوناً للشقيق والصديق حيثما نادى نداء الواجب والحق.
وستظل الإمارات صرحاً شامخاً بعون الله، استرشاداً بهذه الروح التي تتميز بها، وتحصن «البيت المتوحد».
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد