بقلم : علي العمودي
الحضور الباهي للإمارات ضيف شرف فوق العادة في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي انطلق الأربعاء الماضي، يمثل صورة من أبهى صور وتجليات العلاقات ضاربة الجذور بين البلدين والشعبين الشقيقين، وثمرة الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة فيهما. رؤية تؤكد المشتركات في مجالات وميادين عدة، وبالأخص في الجانب الثقافي وروافده وروافعه المتعددة والمتنوعة، ودوره في بناء وصقل الإنسان، وإطلاق طاقات البناء والإبداع والابتكار لديه.
مشاركة الإمارات في هذه الفعالية التي تحتضنها عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة، تختزل ما يجمع الشعبين الشقيقين من قيم ومنطلقات، وموروث غني ضارب القدم والجذور، عماده الإسلام والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، ووشائج القربى والانتماء للجزيرة العربية ذاتها. وضمن هذه الفعالية، ستتاح لأهلنا في المملكة، فرصة للاقتراب أكثر من التراث الغني للإمارات، ولوحات من مختلف ضروب ودروب تراثها، ناهيك عن شواهد وأعمال الإبداع الإماراتي قديمه وجديده، ليلتقي مع تجربة عريقة عراقة المملكة وتاريخها الثر.
تجيء مشاركة الإمارات في هذا الحدث الضخم ضيف شرف، والمملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى، وتد خيمتنا الخليجية، تشهد تحولات هائلة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة الذي يسابق الزمن وهو يتابع تنفيذ تلك التحولات الهائلة التي ترقى لمرتبة ولادة الدولة السعودية الرابعة على طريق ترسيخ مكانة المملكة الإقليمية والدولية، وفي رحاب العصرنة والحداثة.
وتجيء المشاركة الإماراتية النوعية امتداداً للمواقف المبدئية لقيادتي البلدين الشقيقين ورؤاهما المشتركة حول العديد من القضايا، مواقف تعمدت بالدماء، حيث اختلط الدم الإماراتي بالسعودي في موطن العرب الأول للتصدي لأخطر تهديد لأمن واستقرار المنطقة، جراء المخطط الذي تنفذه الميليشيات الانقلابية الإرهابية الحوثية الإيرانية المدعومة من طهران، والذي يستهدف تقويض أمن واستقرار المملكة، إدراكاً من واضعي المخطط الخبيث لمكانتها في الأسرة الخليجية والعالمين العربي والإسلامي وثقلها الدولي. وقد جاءت الهبة الإماراتية إلى جانب المملكة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تجسيداً لما يجمع الشعبين والقيادة في البلدين الشقيقين، وإدراكهما أن الخطر واحد والمصير واحد، وهو ما علمنا إياه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله، والذي ننقل بعضاً من احتفائنا بعامه ومئويته لأشقائنا في المملكة ضمن معرض الرياض، تأكيداً لعلاقات نموذجية راسخة الجذور وطيدة الدعائم عنوانها «معاً..أبداً».