بقلم : علي العمودي
استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لأصحاب الفضيلة العلماء أعضاء مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، يتقدمهم العلامة عبدالله بن الشيخ محفوظ بن بيه رئيس المجلس، يؤكد المكانة الرفيعة التي يحظون بها والتقدير الكبير من لدن سموه لدورهم ورسالتهم في المجتمع، وإدراك عظم المهمة المناطة بهم وبالمجلس باعتباره المرجع الرسمي للإفتاء في الدولة، وحامل لواء رسالة تبرز جوهر دين الحق الذي قال عنه سموه «ديننا الحنيف دين تسامح وتعايش وعدل، يدعو إلى البناء والتعمير والحوار والتواصل مع الثقافات والديانات الأخرى من أجل السلام والاستقرار، وتعزيز جسور الخير والتعاون الإنساني»، وانطلاقاً من هذه الرؤية الثاقبة توالت مبادرات الإمارات السامية لإبراز القيم العظيمة للإسلام، ويأتي تأسيس«مجلس الإفتاء» في هذا الإطار الذي ينهض في المقام الأول لنشر وترسيخ الصورة الإنسانية لهذا الدين العظيم وتنظيم الإفتاء وحصره بالثقات المؤهلين له من الراسخين في العلم، والتصدي في الوقت ذاته لدعاة الضلالة والتضليل ممن يفتون من دون علم، وكذلك أولئك الذين يفسرون الدين وفق أهوائهم ومصالحهم، ويستدرجون السذج والأغرار، ليجعلوا منهم وقوداً لحروبهم العبثية، ويذكون الفتن ويروجون للغلو والتطرف ويشرعنون الإرهاب وجرائم القتل وسفك دماء الأبرياء وترويع الآمنين والمستأمنين ونشر الدمار والخراب أينما حلوا وأقاموا.
وفي اجتماعه الأول أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي التصدي للفتاوى المارقة والفكر المأزوم بأدوات متعددة ومنهاج واضح، وتعهد بوضع حد للفتاوى«الطيارة» عبر منصات التواصل الاجتماعي التي اتخذ منها المتاجرون بالدين وسيلة لنشر ضلالاتهم على طريق ضبط الفتوى واستعادة مسارها الذي انحرف به أصحاب الأفكار الهدامة والمتطرفون باسم الدين لتغذية «ثقافة العنف والكراهية والإرهاب».
مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، جهد طيب مبارك ينطلق من بلاد«زايد الخير»، وهي تحتفي بعام زايد المؤسس الذي شاد صرحاً شامخ البنيان، متين الدعائم، بالحب والبذل والعطاء والتسامح وحسن التعايش، وصنع بهذه القيم العظيمة التي جاء بها دين الحق، واحة غناء تنعم برغد العيش والأمن والأمان تفيء بظلالها الوارفة على كل من فيها من أبنائها، وممن قدموا إليها من رعايا مئتي جنسية من مختلف البلدان، ينعمون بالعيش الكريم تحت مظلة القانون الذي يحمي الجميع، ويتساوى أمامه الجميع. حفظ الله الإمارات ووقانا شرور الفتن.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد