بقلم : علي العمودي
على امتداد أيام وأماسي معرض أبوظبي الدولي للكتاب عرس الثقافة في دورته الثامنة والعشرين الذي أسدل أستاره مساء أمس الأول، حشدت مؤسسة بحر الثقافة جملة من الفعاليات والأنشطة والمحاضرات الثرية، جسدت في المقام الأول المشاركة النوعية للمؤسسة، وحرصها على إثراء المشهد الثقافي والحراك الدائم الذي تشهده ساحتنا الثقافية والفنية والإبداعية، بتقديم فعاليات نوعية، دأبت عليها على مدار دورات المعرض الذي ينتظره بشوق عشاق الثقافة، والمسكونين بشغف الحرف والإبداع من الحول للحول.
فعاليات المؤسسة لدورة المعرض الـ28 كانت من الثراء والتنوع والعمق، بحيث أحاطت بجوانب متعددة من آفاق الفكر الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة، وعبر عن تجربة ثرة، وملكة رفيعة في حسن الاختيار، مستلهمة رؤى القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الشخصية المحورية لمعرض هذا العام، والذي انعقد في رحاب عام زايد، مئوية قائد ملهم. رؤى أرتقت بالعلم والثقافة، ووظفتهما للارتقاء بالإنسان جوهر الإبداع وعماد صنع الحضارات، ليقيم جسور المحبة والتواصل مع الآخر، انطلاقاً من قيم التسامح وحسن التعايش واحترام ثقافات ومعتقدات الآخرين.
حرصت «بحر الثقافة» في الأمسية الختامية لمشاركتها في «عرس الثقافة» أن تكون على قدر من المتعة الفكرية والذائقة الفنية الراقية، وهي تختم بجلسة ماتعة تحتفي بالعندليب الراحل عبد الحليم حافظ «صوت ساحر وكلمة شاعر ولحن باهر»، وقد كان ختاماً مبهراً بتلك الروح التي سادت والتفاعل الإيجابي من الحضور اللافت، وحيث أبدع كل من الفنانين نور الشناوي ويحيى الموجي وشريف مصطفى.
وسط ذلك التفاعل الجميل والكلمات التي تلامس القلوب قبل أن تشنف الآذان، تتجلى حقيقة خلود الإبداع، عندما تكون الكلمة بسيطة قوية المضامين والدلالات، والوتر ينساب رقيقاً، والأداء راقياً. 41 عاماً على رحيل العندليب، وما زالت أعماله تأسر الروح، وتطرب القلب كأنما هو حاضر بين عشاق الفن الأصيل، ومريدي القصيد الجميل الذي ينبض بكل ما تحمله جماليات الحب وسمو محبة آسرة، تهذب النفوس، وتجعل الإنسان إيجابياً ينظر لكل ما حوله بمحبة وإيجابية، ويقبل على الحياة بتفاؤل، كمواطن إيجابي.
كل الشكر والتقدير للشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيسة مؤسسة بحر الثقافة، والشكر لكل الجنود المجهولين في «أبوظبي للثقافة والسياحة» الذين جعلوا من أيام المعرض ذكرى جميلة، ملكت العقول والقلوب.. ولا نقول «توبة».
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد