مطاوعة السوشيال ميديا

"مطاوعة السوشيال ميديا"

"مطاوعة السوشيال ميديا"

 صوت الإمارات -

مطاوعة السوشيال ميديا

بقلم : علي العمودي

استوقفني هذا المسمى الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي و الفضاء الفسيح الذي أصبح مشاعاً مع احتدام جدل حامي الوطيس بين من يتصدرون منابر الخطابة في المساجد، وبعض دور العلم وعبر الفضائيات من داخل الدولة وخارجها. وإذا كان «في اختلاف العلماء رحمة» كما قيل في الأزمنة الغابرة، فإنما ما يجري بلاء وابتلاء ولا صلة له بالعلم والعظة والدروس، بل ينال من صورة الاحترام والتقدير الذي يفترض أن يحاط به علماء الدين، ويقود إلى اهتزاز الثقة بما يطرحون من قضايا ومسائل بعد أن تداخلت أدوار «مطاوعة السوشيال ميديا»، فلم تعد تعرف الفرد منهم ما إذا كان مفتياً أو محللاً أو سياسياً أو مصلحاً اجتماعياً أو مفسر أحلام؟، ومنهم من يهبط بمستوى طروحاته ونقاشاته لدرك لا يليق بذي علم وفكر متزن.

لقد أدى الفلتان الحاصل في هذا الفضاء إلى إذكاء مفاهيم وأفكار غريبة على مجتمعاتنا تصب جلها في خانة بث الانقسامات والخلافات المذهبية وكراهية الآخر، بل نصب البعض منه وصياً على المجتمع؛ يشكك في وطنية هذا ومعتقدات ذاك، بصورة تنسف تماماً قيم الوسطية والاعتدال والتسامح وحسن التعايش التي يقوم عليها ديننا الإسلامي، وجبلت عليه مجتمعاتنا في هذه المنطقة من العالم. لقد كانت المنصات التي يطل منها دعاة الغلو والتطرف ومشايخ الفتنة والتضليل والتدليس، الأرضية الأساسية التي روجت للتنظيمات المتطرفة والأعمال الإرهابية منذ أن أطلت بوجهها القبيح وأفعالها الدموية الأكثر قبحاً وإجراماً.

لقد أرست الإمارات نموذجاً ملهماً في التصدي للفكر الأعوج والمتطرف بتنظيم ميدان الخطابة في المساجد ومنصات الوعظ والإرشاد، من خلال تجربة الخِطبَة الموحدة، وكذلك حصر إلقاء الدروس في دور العبادة بعناصر كفؤة ومؤهلة ومعتمدة. وتقديم الفتوى الشرعية الصحيحة من خلال مركز الإفتاء الذي يعمل على مدى أيام الأسبوع، وكذلك خدمة الرد بالرسائل النصية عن أية استفسارات تتعلق بالأمور الدينية والشرعية في جهد مشكور ومقدر للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والتي نهضت بهذه المسؤولية العظيمة في ظرف دقيق، لحماية المجتمع ومن فيه من فتاوى الزيف المنحرفة التي تملأ الفضاء عبر منصات مشبوهة وفضائيات الفتن والتحريض. وكما تصدينا لها بالمبادرات النوعية التي ذكرت، علينا التعاون لحماية النشء من شظايا صراعات «مطاوعة السوشيال ميديا» ومزادات الفتاوى غير المسؤولة.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطاوعة السوشيال ميديا مطاوعة السوشيال ميديا



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار

GMT 08:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يُثني على النجم أبو تريكة ويعتبره نجم كل العصور

GMT 19:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"شانيل" تبتكرُ قلادة لؤلؤية بطول 60 قدمًا

GMT 16:32 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

كنيسة قديمة تتحول إلى منزل فاخر في جورجيا

GMT 16:59 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

جاكوبس تروي تفاصيل "The Restory" لإصلاح الأحذية

GMT 17:32 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مقتل صاحب إذاعة موسيقية خاصة بالرصاص في طرابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates