بقلم : علي العمودي
زيارة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مشروع الخزان الاستراتيجي الكبير للمياه في ليوا بمنطقة الظفرة، تجيء تجسيداً للأهمية التي يمثلها المشروع وما يحظى به من أولوية ورعاية من لدن قيادتنا الرشيدة.
وأكد سموه، خلال الزيارة، أن توجيهات قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، لها أبرز الأثر، والدور الأكبر لتحقيق المشروع، ومبدأ الاستدامة في قطاعي الماء والكهرباء، بما يواكب رؤية أبوظبي 2030، واستراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036.
المشروع الذي يعد الأضخم في العالم لتخزين المياه العذبة، بطاقة تتجاوز 5.6 مليار جالون مياه، يتزامن مع الإعلان عن أضخم مشروع كذلك لتحلية المياه، وهما مشروعان يعدان نتائج ملموسة لجهد خارق ومتابعة دؤوبة لقيادة وضعت نصب عينيها منذ مراحل مبكرة، منذ ما قبل تأسيس الدولة، تحقيق الاستدامة لهذين الموردين الحيويين، فالماء سر الحياة الذي جعل الخالق منه كل شيء حي. وتستحضر الأجيال جهود القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وضع أولى لبنات الاستدامة في مدينة العين بتنظيم نظام الري وشبكة الأفلاج في المدينة الواحة، وتعزيز الزراعة فيها لقناعته الراسخة بأن وجود الماء ونشر الزراعة، هما مفتاح تحقيق الاستقرار وبناء الحضارة. وتوالت برامج استكشاف المياه وفق خطط وبرامج تصدرت برامج البحث عن الماء في قلب الصحارى عبر تقنيات متطورة ومتابعتها بالأقمار الاصطناعية، إلى جانب بحوث الاستمطار التي حققت الريادة للإمارات.
اليوم عندما نلمس وجود أكبر خزان استراتيجي للمياه فوق رمال ليوا، وهي تتماهى مع أكبر صحاري العالم في الربع الخالي، ندرك ثمار حرص قيادة، وضعت دوماً المستقبل نصب عينيها، وجعلته هاجساً انشغلت به لأجل الإنسان وضمان الرفاهية للأجيال القادمة. هنا صورة من صور ملحمة البناء الخالدة، والنموذج الإماراتي في البناء والتعمير، والذي يعد أنموذجاً يٌحتذى، لوطن يمثل اليوم نقطة ضوء وضياء وبناء وتعمير، والارتقاء بالإنسان في منطقة شديدة الاضطراب في عالمنا المعاصر. حفظ الله الإمارات منارة للإنجاز والإبداع وصنع المستقبل.
نقلا عن الاتحاد