لردع مجانين الطريق

لردع مجانين الطريق

لردع مجانين الطريق

 صوت الإمارات -

لردع مجانين الطريق

علي العمودي

أقل من ثانية فصلت بين صديق وحادث مروع على طريق الراحة باتجاه القادم إلى أبوظبي بسبب رعونة وطيش سائق كان يَمْرُقُ من بين السيارات، وهو يسوق سيارته بسرعة جنونية، ولربما كان يعتقد أنه يقود طائرة أسرع من الصوت في سباق لكسر رقم قياسي.

مشهد يتكرر بصورة أو أخرى على العديد من طرقاتنا، لأن من يقوم بذلك يعتقد أنه في منأى من عيون القانون التي أصبحت اليوم منتشرة في كل زاوية، بفضل التقنيات الحديثة والكاميرات المتطورة القادرة على قراءة وجوه المطلوبين للعدالة حتى لو كانوا من بين آلاف البشر الذين يدبون في الطرق.

أعود لذلك المشهد على طريق شاطئ الراحة، وكيف أوقف من أنقذته عناية الله - من رعونة ذلك السائق الطائش - سيارته على جانب الطريق ليلتقط أنفاسه جراء لحظات الرعب التي عاشها، ليواصل طريقه حامدا شاكرا ربه أن كتب له النجاة.

استعدت المشهد، بينما كنت أتابع مساء أمس الأول ندوة نظمتها جمعية الصحفيين بفرعها في أبوظبي حول «ظاهرة انتشار هواة تصوير الحوادث المرورية، ونشرها إلكترونياً».

واتسع النقاش فيها من هذا المحور المحدد إلى عموم المسألة المرورية، وبالذات المتعلقة منها بالسلامة.

ونقل خلالها العميد غيث الزعابي، مدير عام التنسيق المروري بوزارة الداخلية مؤشرات طيبة لما أثمرت عنه جهود وزارة الداخلية في مجال تعزيز السلامة المرورية بتوجيهات ومتابعة مباشرة من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تجلت في تراجع أرقام الحوادث المرورية، وبالتالي ضحاياها من وفيات ومصابين، وهو ما تهدف إليه الاستراتيجية الصفرية للوزارة.

وهي استراتيجية تعبر عن مكانة الإنسان في رؤية القيادة، كونه أغلى الثروات ورهان المستقبل.

ويكتسب الأمر أهمية قصوى في مجتمع كمجتمع الإمارات، حيث غالبية المتورطين والمتضررين من الحوادث المرورية الذين يخسرهم المجتمع ويفقد طاقاتهم جراء ذلك هم من الفئات العمرية الشابة، أي في سن العطاء والعمل.

وقد أجمع الحضور على ضرورة تكثيف جرعات التوعية، جنباً إلى جنب مع تغليط العقوبات ورفع المخالفات، ليس فقط للذين يتجمعون حول مواقع الحوادث، وإنما للذين يلتقطون صوراً للضحايا ويبثونها على مواقع التواصل الاجتماعي بما في ذلك من انتهاك للخصوصية وخرق لقانون يصون حقوق الجميع، وخروج على الأعراف والعادات والتقاليد.

كما دعوا لوقف عملية تقسيط المخالفات التي أصبحت عند بعض الشباب محل تفاخر فيمن دفع أكثر.

وكذلك التوسع في تنفيذ عقوبات بحق المخالفين تشمل العمل في مراكز المعاقين من ضحايا الحوادث المرورية أو تنظيف الشوارع وغيرها من الإجراءات المشددة، ليدركوا أن المسألة ليست مجرد الجلوس خلف مقود السيارة والانطلاق بها بأقصى سرعة، وتهديد حياة الآخرين.

المعنيون بالسلامة المرورية مدعوون للاستماع لما يُطرح في مثل هذه الندوات التي تعكس قلق المجتمع من ظواهر تمثل خروجا على المألوف، وتحمل مخاطر جمة على سلامة أفراده، فالموضوع لا يتعلق بحرية التعبير لتصوير هذا الموقف وبثه، وإنما يتصل باحترام القانون، وتعزيز ثقافة الالتزام بالأنظمة واللوائح، والمحافظة على سلامة الآخرين من الأذى بصنوفه المادية والمعنوية، وسلامتكم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لردع مجانين الطريق لردع مجانين الطريق



GMT 21:52 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

نفط ليبيا في مهب النهب والإهدار

GMT 21:51 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

نموذج ماكينلي

GMT 21:51 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أخطر سلاح في حرب السودان!

GMT 21:49 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

الإرهاب الأخضر أو «الخمير الخضر»

GMT 21:48 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

الإرهاب الأخضر أو «الخمير الخضر»

GMT 21:48 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

اللبنانيون واستقبال الجديد

GMT 21:47 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

لا لتعريب الطب

GMT 21:46 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

في ذكرى صاحب المزرعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 02:38 2015 الجمعة ,02 كانون الثاني / يناير

باكستان من بين أسوأ عشر دول من حيث حرية "الإنترنت"

GMT 19:35 2013 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مطعم سياحي مفتوح للجمهور في أحد سجون لندن

GMT 09:53 2018 الأحد ,05 آب / أغسطس

ترجمة وتعريب 1000 درس في "تحدي الترجمة"

GMT 18:11 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس الأردن لطيف الأربعاء وغائم الخميس والجمعة

GMT 06:01 2015 الإثنين ,19 كانون الثاني / يناير

الهند تبني منشآت للطاقة الشمسية فوق القنوات للاقتصاد

GMT 18:53 2016 الإثنين ,11 إبريل / نيسان

تسريب أول صورة لهاتف "نوكيا" بنظام أندرويد

GMT 23:29 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة "واتساب" تطرح إصدارًا جديدًا بميزات إضافية جديدة

GMT 19:25 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

سيدة تخون شقيقتها مع زوجها في منطقة سيدي إيفني
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates