هل يمكن إنقاذ ما تبقى

هل يمكن إنقاذ ما تبقى؟؟

هل يمكن إنقاذ ما تبقى؟؟

 صوت الإمارات -

هل يمكن إنقاذ ما تبقى

عائشة سلطان

هناك طائفية وعرقية في المنطقة، في أذهان الناس كما في السلوكيات العامة والخفية ! الأمر حقيقة والحقيقة لا يمكن إخفاؤها أو محوها بالكلمات المنمقة أو الأمنيات القلبية، وهناك عرقيات ودعوات عرقية وهذه حقيقة سياسية وتاريخية لا يمكن إنكارها، نعم هناك عرقيات كثيرة وكل منها يريد أن يقيم لنفسه دولة ترتكز على العرق أو الطائفة أو المذهب أو الدين، في المغرب العربي وفي مصر والسودان وفي الشام والعراق والخليج العربي، ليس هناك دولة عربية خالصة أو نقية تماماً، كل الدول تحوي هذه التنويعة الإنسانية المتباينة ثقافياً وعرقياً ودينياً، هذه حقيقة كان يمكن أن تتحول إلى ثروة لكن لسبب أو لآخر تحولت إلى كارثة وإلى باب مشرع على الفتن والخلافات والصراعات وأخيراً الحروب !

لن ندعي بأن هذه المنطقة كانت أو عاشت بعيدة وبمنأى عن الصراعات تاريخياً أو أن هذه الصراعات مستحدثة أو طارئة، فبحسب تعبير الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي « إن المسلمين تصادموا معاً عندما فقدت الفكرة الدينية (الإسلام) نقاءه ومثاليته في نفوس أصحابه الذين وظفوا هذا الدين لمصالح وصراعات على السلطة والمناصب «ومنذ أن وقف المسلمون فريقين في مواجهة بعضهما البعض هذا حزب وذاك حزب، وهذا له شيعته وذاك له أنصاره ورفعت المصاحف على أسنة الرماح ومن ثم رفع قميص عثمان وتتالت الأحداث وهذا العالم لم يهدأ رغم عنفوانه وتمدده وفتوحاته، فالانقسامات ظلت تتسع تحت الجلد محدثة فيه الكثير من الشقوق والدمامل والجروح العميقة !

ولقد قيل كثيراً في إيجاد الحلول الفكرية وفي تنقية المناهج وفي تغليب فكرة المواطنة على أية أفكار أخرى، إلا إننا ظللنا مشدودين لانتماءات الطائفة أكثر من الدين النقي وإلى الحزب أكثر من الوطن وإلى القبيلة أكثر من الأمة، ولطالما كتب عن ذلك المصلحون وأصحاب مشاريع التنوير الأولى، ألم يحذروننا من تلك الألغام التي زرعها المحتل في أوطاننا حين غادرها لتشتعل تلقائياً وقت الحاجة؟ ها هي الألغام تنفجر لغماً لغماً في منطقة كل مساحاتها ملغومة بشتى أنواع المخاطر؟

كم عرقية في المنطقة؟ وكم مذهب وكم طائفة؟ تلك حقائق التاريخ والجغرافيا التي لطالما حاولت كل السلطات التي حكمت المنطقة أن تدفنها تحت سجادة القمع والإقصاء والتسلط، فالأكراد لا يجب أن يمنحوا حق الاستقلال، والأقباط يدعى عليهم في الخطب، والشيعة يَلعنون ويٌلعنون، والايزيديون والعلويون والحوثيون وال.... ثم ماذا؟ انفجر الدمل الذي نما تحت جلد الجغرافيا قروناً طويلة، انفجر لتكون النتيجة هذا الذي نراه ونتابعه.. والحديث لم ينته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يمكن إنقاذ ما تبقى هل يمكن إنقاذ ما تبقى



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates