عائشة سلطان
انقشعت الغمة أخيراً، انتهى القلق والتوجس وتبددت سحب الأسئلة السوداء، أخرست الألسن، وانقطع الكلام المقيت الذي ملأ الأجواء بثقافة الفتنة والفرقة، لأننا في الخليج أهل وأحباب وأصحاب، لا محل لجملة خارجة، وتوجه آثم وسياسة تسعى للفرقة والفتن، هذا هو الخليج الحقيقي، هذه هي سياسته وسياسيوه، وأهله وناسه، شعوب لا تعرف غير المحبة والتآخي ولا تتحاور مع بعضها بغير الأدب والكياسة والفطنة، أما السفهاء فلا مكان لهم في صناعة مستقبل العلاقات بين الدول، ولا يجب أن يكون لهم أي مكان، هؤلاء الذي تصنعهم الفتن، وتحولهم إلى بالونات فارغة لا أكثر.
كنا على ثقة، نحن أبناء الخليج الحقيقيون، الجيل الذي تربى على فكرة التعاون ولم الشمل والتفكير في المصير المشترك والآمال الواحدة، كنا على ثقة بأننا سنصحو ذات يوم قريب لنجد العقلاء قد عالجوا الأزمة بمنتهى الصبر والحنكة، ففوتوا الفرص على الصارخين المهللين في صحراء المصالح والتشتت، أولئك الذين لا يخدمون سوى مصالحهم الضيقة، ولا ينطلقون إلا من رؤى ضيقة وجاهلة، أولئك الذين ملأوا مواقع التواصل وبعض الإعلام الخليجي الرسمي بكلام لم يخدم أحداً بقدر ما كان يذر الملح على الجرح أكثر، لكننا نحمد الله أن كلامهم وهذرهم ذهب أدراج الرياح، ابتلعته رمال الصحراء وضاع في الفيافي بلا أثر، وسيظل كلام الفرقة دوماً نقشاً على الرمال لا يبقى ولا يذكره أحد، لأنه ثقافة دخيلة لا أساس لها في قاموسنا وأخلاقنا.
لا نجد أمام إصرار القادة، وحكمتهم سوى أن نكون ممتنين لهم حرصهم ودأبهم وعملهم ليل نهار، ليستمر أمان الخليج نموذجاً يفوت الفرص واحدة تلو الأخرى أمام مشاريع الخراب والفوضى والأجندات الأجنبية، لا نجد سوى تلك الكلمات والمبادئ التي آمنا بها وحاول البعض أن يشككنا فيها إلا أن قادتنا في قمة الرياض قد أعادوا لنا الثقة أكثر مما كانت في تلك المبادئ: خليجنا واحد، ومصيرنا واحد دائماً.
إنها قمة حقيقية مثمرة قادت المسيرة بدقة إلى هدف عظيم المصالحة الخليجية ،أعادت المياه صالحة نقية إلى مجاريها، ودلت على نضج التجربة الوحدوية الخليجية وعلى وعي كبير من قبل القادة والشعوب الخليجية بمجمل الأخطار المحدقة وطريقة التعاطي الواعي معها .. مبروك يا أبناء الخليج هذه الصفحة الناصعة التي تكتبونها اليوم في مسيرتكم نحو الغد .