عائشة سلطان
يتأجج في داخلك روح الفخر الوطني والعنفوان، حينما تنصت لحديث أساتذة متخصصين في الاقتصاد والإعلام وحتى أهل السياسة وصناعها في عالمنا العربي، إنهم لا يجاملون لكنهم يؤكدون على أن الإمارات كرست نموذجها التنموي في المنطقة بشكل لافت وواضح ولا خلاف عليه، بدءا بتحقيق إنجازات واقعية على أرض الواقع تتمثل في ارتفاع معدلات دخول الأفراد، تحقيق العدالة في توزيع الدخل الوطني، حسن إدارة الثروة العامة، ارتفاع مستوى الخدمات ومواكبة أكثر وسائل التقنية تطورا وتأثيرا على حياة الناس بشكل إيجابي، وليس انتهاء بإشاعة روح التنافس والتميز بين شبابها وشباب العرب الذين أصبحوا يقولونها بصوت عالٍ اليوم (الإمارات نموذج رائع للحياة وتحقيق الأحلام)!
«المسألة ليست في الثروة فقط» ، تقول لمحدثك الذي يحاول تبسيط الأمور معتقدا أن أبوظبي ودبي والإمارات بشكل عام تحولت إلى دولة أيقونة فيما يخص التطور والرفاه والتقنيات لسبب وفرة المال فقط !! وحين يبدأ في الجدل تضطر إلى ذكر حقائق بالأرقام حول ثروات ومداخيل فلكية لبعض الدول التي يعاني أهلها من تدني مستوى الحياة والحقوق، فأين ذهبت الأموال يا ترى؟ القضية اليوم ليست في المقارنات المتبجحة ولكن في دروس الواقع التي علينا أن نفتح عيوننا وعقولنا جيدا لاستيعابها وقبولها، فهناك إعلام شديد النفوذ يتعاطاه الشباب بسهولة ويعرفون من خلاله كل شيء، وهناك نسب عالية من هذا الشباب ما عاد يقتنع بشعارات الماضي البلهاء، وهناك خيارات أمام هذا الشباب ليست جميعها مأمونة اجتماعيا وسياسيا!
اليوم تأتي وفود العالم إلى الإمارات ليطلعوا وليستفيدوا من تجاربها في مجالات تفوقت فيها، في الاقتصاد، في تميز العمل الحكومي، في التجارب الشرطية والأمنية، في التشجيع والابتكار والخدمات وادارة المطارات والموانئ والمشاريع العقارية العملاقة و.... الخ، هناك مشروع طموح تديره الإمارات على مستوى الدولة والقيادة والشعب يتمثل في صناعة واقع وطني قائم على المشاركة بنفس الدرجة، القيادة والشعب يؤمنون به وينفذونه وينتمون إليه ويحرصون على إتمامه ونجاحه بذات الثقة والحرص والعزيمة، وعلى أسس وروافع مدروسة بدقة متناهية، لقد فعلتها الإمارات وأصبحت الدولة النموذج في المنطقة للتطور والتنمية والإرادة الحقيقية.
ولازلت أتذكر كلمات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يوم قال لنا «كونوا فخورين ببلادكم، فهي تقوم بعمل جبار على صعيد دورها المناصر لأمتها»، نحن فخورون فعلاً ببلادنا يا سيادة الرئيس فهي تقوم بذلك وأكثر!