نظرية المؤامرة

نظرية المؤامرة!!

نظرية المؤامرة!!

 صوت الإمارات -

نظرية المؤامرة

عائشة سلطان

عندما كنا في الجامعة يصدف أن يكون هناك طلاب وطالبات أيضا كسالى وسيئو الحظ،أو لا يجيدون فن إدارة أوقاتهم وصداقاتهم، فكان الوقت يتسرب منهم دائما، وكان أصدقاؤهم ينجحون عاما تلو الآخر، بينما يبقون هم يعيدون المواد مرة تلو الأخرى، هذه ظاهرة موجودة في كل جامعات العالم، لفتني أن بعض الصديقات ومنذ سنوات الدراسة البعيدة يُشرن الى واحدة من هؤلاء اللواتي تأخرن في التخرج ويتهامسن، عرفت منهن لاحقا أن نظريتهن تنص على أن تأخر تلك الطالبة دراسياً وراءه قصة مريبة، وأنه يتوجب تجنبها وتجنب الشر الذي يكمن خلفها، هذا هو بالضبط ما يمكن تسميته بالتفكير المبكر والاستشرافي القائم على نظرية المؤامرة (ثبت لاحقاً أن لا حقيقة لهواجسهن)!!

جارتنا سيدة كبيرة بالكاد تتهجى كلمات المانشيت العريض في جريدة الصباح، وطبعا تقيم نظريتها حول داعش وتقلبات أحوال المنطقة من الألف الى الياء على ركيزة واحدة (أميركا محور الشر ولا أحد غيرها)، أسألها وهل أميركا التي فعلت كذا أو كذا؟ تؤكد أنها هي مهما تغير الوجه، فأميركا لها ألف وجه ووجه، لكنها تسكت فجأة وتغلق هاتفها النقال بل وترمي بحقيبتها خارجا مرددة هذه الهواتف ليست سوى وسائل تجسس، إنهم يتجسسون علينا ونحن لا ندري، يروننا ويسمعوننا! أسألها: تقصدين أميركا؟ تجيب هامسة: أميركا وغير أميركا ثم تسكت وتغير الموضوع، وهذا بالضبط ما يمكن تسميته الاستشعار عن طريق الاستعداد المبكر للخطر، حيث كثيرون واقعون تحت تأثير هذا الوهم الذي سربته الى نفوسهم أفلام ورسائل نصية ومقاطع فيديو وحكايات ويكيليكس وغيرها عبر سنوات.
نظرية المؤامرة ليست أمراً تافهاً أو لا أهمية له، فالنظرية يتهم بها كثيرون، ويقال إن أكثر المؤمنين بها هم من سكان الشرق الأوسط ،حيث تقل الحقائق ولا يقام وزن كبير لحق الحصول على المعلومات وحرية الرأي والتعبير، مع ذلك فللنظرية أتباعها في العالم أجمع، الفرق أنه في العالم الغربي يبدأ الأمر بالشك أو التشكيك، ثم يتاح للإنسان بحسب جهده وجديته أن يتحقق ويبحث للتأكد من ذلك، بينما يبقى الناس في العالم الثالث واقفين عند نقطة الشك التي سرعان ما تتحول الى إيمان!

نظرية المؤامرة كمصطلح عبارة عن محاولة البعض لشرح السبب النهائي لحدث أو سلسلة من الأحداث على أنها أكاذيب، وغالباً ما يحال الأمر إلى الحكومات على أنها متأمرة وهي التي تقف وراء تلفيق الأكاذيب، هذا الأمر لا يخص حكومات الشرق الأوسط، فحتى الحكومة الأميركية متهمة بالغرق في مستنقع التآمر لصناعة أحداث أو توجيهها بغية تضليل الرأي العام الأميركي والعالمي، ولذلك لا فرق هنا بين تكرار رسوب طالب وبين انهيار برجي التجارة العالميين في نيويورك عام 2001!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرية المؤامرة نظرية المؤامرة



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates