نصف الحقيقة في حي العرب

نصف الحقيقة في حي العرب!!

نصف الحقيقة في حي العرب!!

 صوت الإمارات -

نصف الحقيقة في حي العرب

عائشة سلطان

أحياناً تكون مضطراً لطرح بعض الأسئلة، رغم أنها طرحت ملايين المرات قبلك، من مثل: لماذا تعمم بعض السمات على بعض الجماعات والشعوب؟ وكيف يحكم الناس على مجتمعات وبشر لم يروهم ولم يخالطوهم ولم يجربوهم في أي موقف من المواقف؟ لماذا علينا أن نتوارث أفكارنا وتوجهاتنا لتكون شبيهة بما كان منذ قرون بينما الدنيا تتغير كل خمس سنوات؟ وهنا فإننا لا نتحدث عن الدين والقيم والأخلاقيات التي تضبط حياة الإنسان وترتقي به، ولكننا نشير إلى بعض السلوكيات التي نظنها تميزنا بينما هي تطبعنا بصورة نمطية غاية في السوء في نظر الآخرين!!

 

هناك سمات حين تطلق علينا نعتبرها إهانة متعمدة، واعتداءً صارخاً على ذلك الجزء المقدس في ثقافتنا، وبالرغم من أن هذا الغضب مبرر بل ومطلوب، إلا أن المطلوب أكثر وبإلحاح شديد هو أن يكون دفاعنا وغضبنا عملياً وحقيقياً وليس من باب العزة بالإثم، وأن يكون من تعدى علينا مخطئاً فعلاً وان تكون دفوعاتنا واضحة ومقنعة وعملية!
كنت أزور إحدى المدن للمرة الرابعة، وأعلم جيداً أن هناك منطقة أو حياً كاملاً فيها يسمى حي العرب، لم أدخله أو أتوغل فيه سابقاً، ووحده الفضول دفعني هذه المرة لمعرفة حقيقته، وحين دخلته وجدت معظم رواده من السياح العرب وكل ما فيه لا يستحق الإصرار على العيش فيه والارتباط به، فكل الرذائل فيه والخطايا والسلوكيات غير المشرفة تحسب على العرب، تسأل لماذا لا تغلق المطاعم كحال كل المدينة في العاشرة مساء؟ فيقال لك لأن العرب يأكلون حتى وقت متأخر، ولماذا تباع البضائع بهذه الأسعار؟ وفتيات الليل، والبضائع المقلدة و...!!! حتى دكاكين المساج لا تحوي شروط الخصوصية فأنت في جلسة مساج، بينما كل الأنظار يحق لها أن تبحلق فيك من خلف الزجاج، ولا بأس فأنت في حي العرب!

كنت أظن أن تلك الصورة الذهنية النمطية عن العربي التي روجها المستشرقون حين وصفوه بشكل سلبي في كل شيء قد تلاشت، لكنني حين سألت تلك المحتالة التي تروج لكفالة الأيتام في المقهى لماذا تمرين على هؤلاء تحديداً «العرب»، وليس على الأجانب قالت هؤلاء لديهم أموال كثيرة ويدفعون من دون تفكير أما الأجانب فلا يدفعون! فهل يعد ذلك مدحاً؟!!

لا أدري إلى متى نظل فرحين أو مستمتعين بممارسات وبسمعة تصلبنا على حائط السيئات والخطايا ودون جهد حقيقي لتغيير الصورة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصف الحقيقة في حي العرب نصف الحقيقة في حي العرب



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates