ليست سوى شعارات خادعة

ليست سوى شعارات خادعة !

ليست سوى شعارات خادعة !

 صوت الإمارات -

ليست سوى شعارات خادعة

عائشة سلطان

تخطفنا العناوين الكبيرة، والشعارات البراقة تخطف قلوبنا وتجعلنا نسافر مع تجلياتها، نصدق أنها حقيقية فعلاً وأن الناس تعيش هكذا كما تقول الشعارات وبرامج التلفزيون وواجهات العرض التي تسكنها عارضات لم ينزل بهن وصف في أي قصيدة أو حكاية، نحن نصدق أن النساء يجب أن يكن هكذا بهذه الأطوال الفاتنة والملامح الملائكية والعيون الساحرة وأنهن يجب أن يرتدين هكذا ملابس ويحملن هكذا حقائب ويمتلكن هكذا أقدام أشبه بالزنابق وشفافية أوراق الورد، نصدق شعارات السوق والسينما وأغلفة المجلات النسائية حول حرية المرأة وحصولها على جميع حقوقها.

الشعارات الكبيرة التي تدسها في رؤوسنا كل يوم عناوين الصحف وكلام وزراء الشؤون الاجتماعية والتنمية ومستشاري الزواج تقول إن النساء تحولن الى كائنات أشبه بمحاربي الساموراي، لا يمكن أن يغلبن أو يخفن من أي طارئ بعد اليوم، أتحدث هنا عن المرأة العربية، فيا ترى مم تخاف المرأة في نهاية اليوم أو نهاية الأمر أو أواخر أيام العمر؟ مم تخاف المرأة بشكل عام؟ ما الذي يقلقها ويشكل هاجسها الحياتي والوجودي؟ أظن أنه يجب ألا يغرينا السؤال فنسقط في فخ استسهال الإجابة، لسبب واحد هو أن ما يقلق المرأة ليس شيئا واحدا سهلا ملقى هكذا على هامش صفحات أبواب المشاكل في المجلات النسائية !
الزواج والطلاق والبيت والأبناء ليست هي الهاجس الحقيقي، الإحساس بالثقة والأمان وراء هذه القضايا الرئيسية هو الهاجس، تتزوج المرأة لتعيش في عمق الأمان، فإذا اهتزت حياتها لجأت الى عائلتها بحثاً عن السند والقوة والأمان، لا يقلق المرأة شيء قدر ما يقلقها أن تعيش على هامش الحياة، بالتماس مع رجل لا تريده ولكنها مجبرة على المحافظة على الحياة معه خوفاً من فقدان كل شيء، تفضل بعض العائلات أن تعيش بناتها حياة تعيسة في حقيقتها مع زوج لا تريده فذلك أفضل من الطلاق، شعار بعض الأسر «ليس لدينا بنات مطلقات» ولكن لا بأس بوجود بنات تعيسات، حزينات، معذبات، ويتعاطين عقاقير مضادة للاكتئاب ! أي أمان هذا وأي سعادة وأي قوة وأي حقوق وحرية؟

كم امرأة لجأت لأسرتها لتنصفها من زوج عصابي، مجنون بداء الغيرة، بخيل، سيئ الطباع، مقصر في حقوقها، يرتكب إثم إهانتها كل يوم بمنتهى البساطة كما يدخن سيجارته ويمضي مطمئن البال، وحين شرحت معاناتها كان الجواب: الصبر مفتاح الفرج، وكأنها تعيش بشكل مؤقت أزمة عطل مفاجئ أصاب المصعد، بينما أزمتها مصعد معطل ومعلق في منتصف المسافة بين الموت والحياة، والأمر خارج مدار الصبر والفرج !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست سوى شعارات خادعة ليست سوى شعارات خادعة



GMT 20:38 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

المخرج الكوري والسعودية: الكرام إذا أيسروا... ذكروا

GMT 20:38 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 20:37 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

برّاج في البيت الأبيض

GMT 20:36 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الاستعلاء التكنوقراطي والحاجة إلى السياسة

GMT 20:36 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مخاطر مخلفات الحروب

GMT 20:35 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ماذا عن التشكّلات الفكرية للتحولات السياسية؟

GMT 20:35 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أسعار النفط تحت تأثيرات التطورات الجيوسياسية

GMT 20:34 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

إعادة الاعتبار للمقاومة السلمية

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates