عائشة سلطان
انهال الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى على كل من اتخذ موقفاً معادياً لصحيفة «شارلي إيبدو»
الفرنسية الساخرة صاحبة الرسوم المسيئة ليس للإسلام فقط ولكن لكل الديانات، وكنت قد كتبت هنا أننا نتعاطف ضد القتل وضد الإرهاب أيا كان، وأننا ضد القتل والقتلة أيا كانت المبررات إلا بالقانون ، لكن ذلك لا يمنعنا أن نكون وبشكل صريح جدا ضد كل من يسخر من ديننا ونبينا وعاداتنا وتقاليدنا، لن يكون مقبولاً ولا أخلاقياً أن نثور فيمن يصفنا بالتخلف مثلًا ثم نسكت وكأن شيئاً لم يكن حين يوصف ديننا أو نبينا بأبشع الأوصاف تحت شعارات حقوق التعبير والإبداع وحرية الرأي، فحتى بابا الفاتيكان رأس المسيحية في العالم قال « لا يمكنك أن تستفز الآخرين أو تهين عقائدهم لا يمكنك أن تسخر من الدين دون أن تتوقع لكمة قاسية»
إبراهيم عيسى قال وعروق عنقه تكاد تتفجر حنقا «بأن الصحيفة الفرنسية لم تسخر من الإسلام فقط، بل سخرت من المسيحية ومن اليهودية ومن كل المعتقدات، فهل ذهب المسيحيون واليهود وفجروا الصحيفة؟» وهذا ليس مبررا بل هو العذر الأقبح من الذنب نفسه، كما أنه ليس مبرراً للقتل، لكن كما قال البابا «لا يمكنك أن تهين أديان الآخرين ولا تتوقع ردة فعل !! ثم إن موقف المسيحيين في فرنسا من الدين ربما لا يشبه موقف وعلاقة المسلمين بدينهم، وهذا مؤكد ولا يحتاج إلى كلام.
الصحيفة اتخذت من الدين الذي اعتقلته أوروبا في الكنيسة واختارت العلمانية مدخلا للسخرية وتمترست خلف القانون الفرنسي الذي يمنح الناس هناك كل الحق في التعبير عما يريدون بغض النظر إن كان ما يقولونه ضد الدين أم ضد الوطن، فلا حرمة لشيء، لنتفهم هذا الأمر باعتباره خيار مجتمع ، لكنه ليس خيار كل الناس في كل العالم ، ومن الصعب بل ومن غير المقبول فرضه عليهم وإكراههم على الرضوخ له !
لا، لسنا شارلي إيبدو ولكننا حتما لسنا مع القتلة لسنا مع السخرية من الدين ولكننا مع المنطق، ومع» وجادلهم بالتي هي أحسن ومع أن يدافع الإنسان عن مقدساته برفض كل ما ومن يتعرض لها، وبالطرق الحضارية ما أمكنه إلى ذلك سبيلاً ، أما القتل فمرفوض جملة وتفصيلًا.