قلب الوطن واحد يا بو راشد

قلب الوطن واحد يا بو راشد!

قلب الوطن واحد يا بو راشد!

 صوت الإمارات -

قلب الوطن واحد يا بو راشد

عائشة سلطان

الحزن كما الفرح، والهزيمة كالانتصار، والموت صنو الحياة ووجهها الآخر، هكذا نولد ونعيش ونزرع الحياة، أيامها وطرقاتها تحت وارفات أشجار السعادة والبهجة لكننا لا ننكر الأوجاع ولا ننساها، فإن تناسينا تذكرتنا وجاءت تهرع، كأنها - الحياة - جبلت على كدر ونحن نريدها خالية من الأقذاء، هكذا هي الدنيا، وهكذا تمضي بنا أيام الحياة، وبين هذا وذاك يصمد المؤمنون ويتحامل على وجعه الكبير والصابر..

الصبر أحد أعظم السمات التي نتمناها حين نساق إلى الابتلاء، فليس كمثله سمة تخفف مصائبنا وتدفعنا للأمام حتى لا نقف أو لا نسقط..«وبشر الصابرين» الصبر نعمة وبشارة عظيمة!
كل شيء إلى وداع، كل شيء إلى مغادرة، لاشيء، لا إنسان ولا طير ولا حجر ولا نجم ولا حتى ذرات الغبار تقبع في مكانها للحظة أو لا تتحرك أو لا تنتهي، أنت لا تضع قدميك في مياه النهر نفسه مرتين، التيار جرف المياه الأولى، وفي ذات النهر تدفقت مليارات الجزيئات التي كونت مياهاً متجددة أخرى، وفي مجرى القلب تتدفق دائماً أنهار بلا حصر من الفرح والبهجة والنشاط والمسرات والأحلام والأوجاع والأحزان، الإنسان كائن عظيم بقدر ما هو ضعيف، وهو حمّال جبال من الهموم بقدر ما يبدو على بنيانه الجسمي من رقة، الصبر هو الذي يقوينا ويخلق فينا تلك الطاقة الهائلة من قدرتنا على الاحتمال...

الفراق لا يُحتمل إلا بالصبر، والموت لا يقبله إلا الإيمان ولا يتقبله إلا الصابرون بقضاء الله وقدره.

رغم ذلك فهناك أحزان كبيرة، شاسعة باتساع الأرض وممتدة حتى أنها تستطيع أن تكفي وطناً، هكذا كانت أحزاننا خلال شهر مضى، أوجاع لامست قاع القلب واستقرت لكنها تدفقت قوة وإيماناً وميلاداً جديداً لنا جميعاً، حين أقيمت بيوت العزاء على امتداد الإمارات ذهب الرجال إلى كل بيت وصافحوا فيه كل أب وعم وخال وأخ وابن وطفل وطفلة، قبلوا أيادي الأمهات ورؤوس الآباء، احتضنوا اليتامى الصغار واليتيمات الجميلات، قالوا لهم نحن آباؤكم وأنتم مسؤوليتنا وعظام الأعناق منا، هؤلاء إذا أصابتهم مصيبة كانت مصيبتنا، وإذا بكوا انحدر دمعهم من عيوننا، وإذا حزنوا فمن أين نأتي بصبر يكفي قلوبنا لنتقاسم المصاب معهم!!

لله درك يا زايد أي شعب صنعت، وأي رجال تركت، وأي شباب هيأت لهذا الوطن. «الرجال لا المصانع» لا زالت دستورنا ونهجنا، ويا حكامنا نحن أبناؤكم وأنتم قلوبنا في الفرح والوجع..

وهذا الوطن مظلتنا وأمننا وأماننا وفرحنا وعزنا وبيتنا..

قلب الوطن حزين لكنه من أقصاه إلى أقصاه معك يا أبا راشد، فعظَّم الله أجرك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلب الوطن واحد يا بو راشد قلب الوطن واحد يا بو راشد



GMT 20:38 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

المخرج الكوري والسعودية: الكرام إذا أيسروا... ذكروا

GMT 20:38 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 20:37 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

برّاج في البيت الأبيض

GMT 20:36 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الاستعلاء التكنوقراطي والحاجة إلى السياسة

GMT 20:36 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مخاطر مخلفات الحروب

GMT 20:35 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ماذا عن التشكّلات الفكرية للتحولات السياسية؟

GMT 20:35 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أسعار النفط تحت تأثيرات التطورات الجيوسياسية

GMT 20:34 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

إعادة الاعتبار للمقاومة السلمية

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates