عائشة سلطان
طالما أننا نتمتع بكل هذه اللياقة والأريحية في مناقشة قضايا إعلامنا من حيث محتواه وأشكاله ورسائله، ومن حيث رضاء الناس (الجمهور أو المتلقين) عنه، ومدى وجود هؤلاء ضمن أولوية صناع القرار الإعلامي ومقرريه ومنتجيه، وطالما أصبحت لدينا هذه المقدرة العظيمة على الاقتراب من الملفات المغلقة ومباشرة فتحها من دون الخوف من مقص الرقيب والسجن وقانون المطبوعات، فلابد من هذا السؤال وإن طال السكوت: لماذا لا توجد امرأة في منصب رئيس التحرير في أي من صحفنا الرسمية الكبرى؟
وبخلاف صحيفة واحدة ناطقة باللغة الإنجليزية تتبع مؤسسة ذات ملكية خاصة وبخلاف التجربة القصيرة للدكتورة هيام عبد الحميد المتخصصة في إدارة المؤسسات الصحفية، فإن منصب رئيس التحرير في كل صحفنا في الإمارات ظل اختصاصاً حصرياً للسادة الرجال حتى لا نقول اختصاصاً ذكورياً ؟ فلمن ستحسب الريادة يا ترى في كسر هذا الحق الحصري، خاصة ونحن نتحدث هذه الأيام عن الريادة والرواد الإماراتيين وعن ضرورة تمثيل النساء في كل الميادين والإدارات.
ما الذي يحتاجه عمل رئيس تحرير صحيفة مهما بلغت صعوبته وتعقيداته حتى تعجز عن القيام به إعلامية إماراتية مؤهلة وقادرة على خوض غمار العمل الإعلامي بجدارة عالية، ودعونا لا ننسى يا سادة أن لدينا فتاة إماراتية تقود حاملة صواريخ F16 في سلاح الجو الإماراتي، دعونا لا ننسى أن الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة والأحدث ضمن دول الإقليم العربي التي حققت وجوداً نسائياً مشرفاً في مناصب الدولة العليا والحساسة بدءاً بمنصب سفير ووزير ووزير دولة ومديرة مكتب إعلامي حكومي ومندوبة دولة في الأمم المتحدة ووزيرة رائعة استطاعت ضمن فريق إماراتي كفؤ أن تفوز باستضافة الدولة لحدث تاريخي هو إكسبو 2020.
لا شيء يحول دون أن تدمج المرأة الإماراتية في مناصب الإدارة العليا في صحفنا الرسمية والخاصة معاً، من دون عوائق أو عراقيل أو تصورات نمطية غير سليمة بشرط أن يتم اختيار الأجدر منهن وفق اعتبارات الحرفية والثقافة والريادة والقوة وليس أي معيار آخر، ولنرى ماذا يمكنها أن تحقق، لكن ابتداء علينا أن نمنحها الفرصة، وطالما أن الأمر مرده إلى قرار فنحن على ثقة بأن القرار لن يتأخر وسيكون منصفا كما عودنا صانع القرار.