حصنتك باسم الله يا وطن

حصنتك باسم الله يا وطن

حصنتك باسم الله يا وطن

 صوت الإمارات -

حصنتك باسم الله يا وطن

عائشة سلطان

كلما سألت أحد الأطفال الذين ترفرف أجسادهم بخفة فراشات الضوء وهم يتحركون ملونين بالأبيض والأحمر والأخضر والأسود عن العلم وعن المشبك الموضوع بفخر وأبهة هناك شمال جهة قلوبهم الصغيرة، وعما إذا يعني هذا الرقم 1971 المشبوك على ثيابهم بألق وبريق، عن الثياب السابحة في بهرجة الألوان الحبيبة وعن سر الشرائط والتيجان على رؤوس البنيات الصغيرات، يقفون بكل البراءة التي تباغت قلبك ودمع عينيك لتخرج الكلمات الكبيرة من أفواههم هكذا: عشان اليوم عيشي بلادي، باختصار وبذكاء فطري يجيبون بالجملة الأولى في نشيدنا الوطني، عيشي بلادي، النشيد والتحية والأمنية والدعاء، والحب من فم الطفل كالمطر من فم الغيمة والرحمة من يد الله، لهذا الوطن الذي نحبه بالفطرة وبالوعي نتشبث به.

 العلم لم يعد حكراً على السفارات والقنصليات والوزارات والمؤسسات الحكومية ومراكز الشرطة والمدارس، لم تعد تلويحة النصر في يد اللاعبين والمشجعين في مباريات كرة القدم، لم نعد نراه إذا مررنا بمؤسسة تابعة للدولة أو للقوات المسلحة، لم نعد نحييه صباحاً حين نكون طلاباً في طابور الصباح، صار العلم جزءاً من وعينا اليومي، صار رفيق أطفالنا، صار مرتبطاً بوجه زايد وتلويحة يده، صار على كل بيت وكل باب وكل نافذة، صار مرفوعاً عاليا ليظل شامخاً على الدوام، فتحول إلى وعي حقيقي في وجدان أطفالنا وأبنائنا لذلك إذا سألتهم عنه قالوا (عيشي بلادي)، هو الوطن لابد أن نحبه وأن يظل حياً فينا وأن يعيش لكي نعيش نحن به وفيه ولأجله، فالوطن يحمينا قبل أن نحميه ويحبنا كما نحبه ويمنحنا الأمان والكرامة والحياة الكريمة، لذلك ندعو له على الدوام (عيشي بلادي) !
الأوطان الجميلة تستحق هذا الاحتفاء، شهداؤها يستحقون هذا المجد والفخر، بهم تستمر حياة الأوطان، إنهم لا يموتون لكنهم يذهبون عالياً وعميقاً فينا وفي أوطانهم مانحين الحياة حياة والأوطان استمراراً، ومضيفين للمجد مجداً ولنا بهم فخراً وعزاً، وللأمهات الصابرات العظيمات أوسمة العز والشرف الذي ما بعده شرف، فنم قرير العين أيها الشهيد، أنت قد علمتنا صمود المؤمن في وجه الردى وابتسامته وهو يتلقى عطايا الله وهدايا الشهادة، لذلك لن ننسى، أنت قد علمتنا يا شهيد ألا نبكي ولا نحزن، لن ننسى وعد الله لكم بالخلود والحياة هناك في جنان الله !

يا وطني الأجمل هنيئاً لك كل هذه الأغنيات والحناجر والقلوب التي هتفت باسمك صادقة وسعيدة كي تعيش ويعيش اتحاد إماراتنا، هنيئاً لك حب القيادة وإخلاصها، حب المواطن وتفانيه، عشق الشهيد وتضحياته، صبر الأمهات ودعواتهن، هنيئاً لك التلاحم والتآلف والوحدة والمحبة، أنت وطن مبارك وجميل وكم نحن محظوظون بك، فاللهم احرسه واحمه وحصنه بآياتك وملائكتك وعينك التي لا تنام..

حصنتك باسم الله يا إمارات المحبة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حصنتك باسم الله يا وطن حصنتك باسم الله يا وطن



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates