تواصل

تواصل !

تواصل !

 صوت الإمارات -

تواصل

عائشة سلطان

لسنا معطوبين إلى هذه الدرجة، لسنا مصابين في إنسانيتنا هكذا نعتقد على الأقل، نحن نتعاطف مع الإنسان حيثما كان، وأيا كان دينه أو بلده، فالإنسان لا يتباهى بأمر في نهاية المطاف ولا ينتمي لفكرة قدر انتمائه وتباهيه بشرطه الإنساني، لكن هذه الإنسانية تعبت فعلا، تعبت لكثرة ما مر بها من كوارث، ما شهدت من مجازر، ما عايشت من حروب واقتتالات، لم يستقل الإنسان من إنسانيته لكن مؤامرة الصورة والخبر كانت أكبر من طاقته على الصمود، صورة جز الرؤوس والأسلحة الفتاكة والرصاص الكثير الذي يفجر آلاف الأجساد يوميا، وعلى الإنسان أن يفعل شيئا لإنقاذ إيمانه وإنسانيته وقواه التعاطفية، والأهم أن ينقذ حقه في الخصوصية التي أطاح بها أعلام البث المباشر!

يسألني أحدهم: هل أكون خارجا على المألوف حين لا أمتلك حسابا أو صفحة خاصة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وتسألني صديقة: لماذا يشعرني من معي بأنني مختلفة عنهم فقط لأنني ضد فكرة وضع صوري وتفاصيل حياتي الخاصة على أي من مواقع التواصل ؟ إنه لا يمكن القول بفكرة اعتزال وتجنب الإعلام الاجتماعي، لأنه احد مظاهر الحياة الاجتماعية الحديثة والمعاصرة ولأنه يبقي الإنسان على صلة بأصحابه وبالعالم، ولأنه صار تأكيدا على واحد من أهم حقوق المواطن في مجتمعات ما بعد ثورة المعرفة والتكنولوجيا، فلقد تجاوزنا مرحلة حق التعبير وإبداء الرأي والمعرفة، لقد دخلنا مرحلة حق المواطن في أن يكون صحفيا في أية لحظة وفي أي مكان، ولذلك فإن احد اشهر صفات الإعلام الجديد انه تحول إلى إعلام المواطن أو صحافة الفرد!
من هنا فإن تلك المجتمعات وأولئك الأفراد المنعزلين خلف أسوار منازلهم لا يعرف احد أي شيء عنهم، لم تعد موجودة أو لنقل بأنها تضاءلت إلى حد كبير، صار الناس لا يدافعون عن خصوصيتهم بقدر ما يسعون إلى اختراقها وإفساح المجال لأكبر عدد من الناس (الأصحاب الافتراضيين) للتلصص والفرجة عليها، وبعد أن كان التلصص سمة بشرية مذمومة تحول اليوم بفعل ثورة التقنية إلى قيمة عالية والى حق محترم يتضامن الكل على اثرائه وزيادة هوامشه طيلة الوقت بالمزيد من الأخبار الخاصة والصور!

إن هذه القضية في النهاية لها علاقة بمدى استعداد الإنسان للتخلي عن فكرة المحافظة التي ظلت المجتمعات العربية تتباهى بها كواحدة من سماته المميزة وبمدى استعداده لفكرة التفاعل مع الآخر وتقبله لأجل تجسير الفجوة التي تفرضها المسافات واختلاف الحضارات !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تواصل تواصل



GMT 03:28 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

«ودارت الأيام»

GMT 03:28 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

المساعدات والهيمنة

GMT 03:27 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

حين يصبح التحرير تهجيراً وعودة

GMT 03:26 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

هل يمكن إنتاج أوبريت «ترمب في طهران»؟

GMT 03:26 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

لبنان... عن علي مراد وعقلانية الاعتراض الشيعي

GMT 03:24 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

بودكاست ترمب

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates