تغيير حياة الفقراء

تغيير حياة الفقراء !

تغيير حياة الفقراء !

 صوت الإمارات -

تغيير حياة الفقراء

عائشة سلطان

لا يمكن لهذه المنطقة - الشرق الأوسط وكل العالم - أن تتمتع بالاستقرار الذي يحلم به الناس ولا باستمرار خطط التنمية بعيداً عن الأخطار والتهديدات الإرهابية والمتطرفة، طالما بقي ملايين من البشر يختنقون بالفقر والجهل والبطالة، وانعدام الطموحات والأحلام في أحزمة الفقر التي تحيط بآلاف المدن حول آسيا وأفريقيا، إن حلم العدالة في توزيع الثروة لا يعيقه أنه حلم، وأنه فكرة رومانسية من بقايا مدينة أفلاطون الفاضلة، هذا تبرير مناف للحقيقة، فما يعيق العدالة بشكل عام وعدالة توزيع الثروة تحديداً هو: الفساد، وأباطرة الحروب، وتجار السلاح، والجشعون، وهم أقلية صغيرة من المتنفذين، الذين يسيطرون ويديرون معظم ثروات الكرة الأرضية، تاركين الآخرين ، وهم ملايين الناس يرزحون تحت ظروف بائسة، ثم يسألون بتبجح لماذا ينتشر الإرهاب في كل مكان ؟ الفقر وحده لا يولد الإرهاب ، حتى لا نتماهى مع التفسير المادي للتاريخ ، لكن من قال إن الفقراء يحظون بحياة جيدة ، ومن قال إن الفقر يظل فقراً وينتهي الأمر ، إن الفقر يقود الى متوالية من الأفكار المتطرفة والظروف السيئة التي هي نتيجة طبيعية للفقر، إن عمالة الأطفال الذين يضطرون للعمل في سن مبكر، ليعيلوا أسرهم واحدة من نتائج الفقر نتيجتها المنطقية عدم حصول هؤلاء على فرص وحقوق عادلة في التعليم، ومثل عمالة الأطفال، تبدو بطالة الشباب أشد خطراً من قنبلة موقوتة، إن أحزمة الفقر هذه ليست سوى عشوائيات وبيوت لا تتوافر فيها مقومات الحياة الإنسانية أو الكريمة، وبالتالي فإن الصحة والتعليم، والخدمات والعلاقات الإنسانية الطبيعية، والنشأة السويّة وقيم الكرامة والحق والعدل والجمال، وغير ذلك من المتطلبات الأساسية والقيم النبيلة، تصبح شيئاً لا يخطر بالبال أو هي أقرب لكماليات مدن الأغنياء !

وهنا فنحن نتحدث عن آلاف من الشباب الذين يشكلون معيناً، أو خميرة جاهزة وتحت الطلب لكل من يدفع من أجل الحصول على خدماتهم، حتى لو وصل الأمر للقتل والتفجير والانتحار بمقابل مادي وديني ! وإثارة الفوضى والدخول في مشاريع دينية كبرى ومشبوهة، من أجل إنجاح خطط «الفوضى الخلاقة » ! لذلك نقول إن الإرهاب إفراز طبيعي للفساد وانعدام العدالة، وهذا بدوره يفرز أفراداً يهربون للدين المشوه أو الدين التجاري أو تجار الدين الذين هم أنفسهم تجار الحروب، أو شركاء لهم، في نهاية الأمر لا مفر من وقود لتستمر تجارة الإرهاب والفوضى !

إنقاذ حياة ملايين الفقراء من خلال مشروع إنساني، ومؤسسة ضخمة كالتي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يسير في اتجاه التغير الحقيقي، تغيير حياة الناس كمخرج لإشكاليات حضارية غائرة كجرح في جسد الإنسانية منذ قرون ، فهل هناك أكثر إنسانية وحكمة من ذلك !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغيير حياة الفقراء تغيير حياة الفقراء



GMT 20:38 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

المخرج الكوري والسعودية: الكرام إذا أيسروا... ذكروا

GMT 20:38 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 20:37 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

برّاج في البيت الأبيض

GMT 20:36 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الاستعلاء التكنوقراطي والحاجة إلى السياسة

GMT 20:36 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مخاطر مخلفات الحروب

GMT 20:35 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ماذا عن التشكّلات الفكرية للتحولات السياسية؟

GMT 20:35 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أسعار النفط تحت تأثيرات التطورات الجيوسياسية

GMT 20:34 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

إعادة الاعتبار للمقاومة السلمية

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates