عائشة سلطان
في اللقاء التاريخي الذي جمع الوفد الإعلامي الإماراتي بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي صباح الخميس الماضي بقصر الاتحادية دار حديث طويل صادق رشح بالكثير من العواطف والتطمينات التي يحتاج أن يسمعها كل مواطن عربي من رئيس عربي في حجم السيسي يقود دولة بحجم مصر في ظروف استثنائية ليست سهلة بل حافلة بالتحديات وتحديدا تحدي الإرهاب الأسود، في أول حديثه بدا السيسي شديد الثقة بمستقبل مصر وقدرتها على عبور عنق الزجاجة الذي ارادت أطراف خارجية وداخلية زج مصر فيه ليسهل تفتيت العالم العربي لاحقا، وفي أول الحديث أيضا بدا الرئيس ممتنا للإمارات قيادة وحكومة وشعبا، بدا حكيما وصريحا وواثقا ومؤثرا، تلك هي الشخصية المصرية التي جعلت الإنسان المصري قريبا من قلوبنا جميعا.
كان دقيقا في اختيار كلماته وبإيجابية عالية قال «كونوا فخورين ببلادكم وبقيادتكم فما قدمته الإمارات لمصر ولكل العرب يدعو للفخر والفرح، قولوا لأهلكم في الإمارات إن مصر بخير وإن ما ينقله الإعلام ليس صائبا طيلة الوقت، فللصورة جوانب وزوايا كثيرة، انتم الآن في مصر، انطلقوا في انحائها انظروا الى كل مكان فيها وانقلوا ما ترونه بوعي ومصداقية، لا تنجرفوا وراء ما يقال ولكن صدقوا ما تراه عيونكم وما ستلمسونه بأنفسكم، إن الكذب والافتراءات والشائعات أمور اعتدنا عليها هنا، إنها سلاح من لا سلاح له، لكننا ماضون للغد بإيماننا وبمزيد من العمل، فليس صحيحا ان نتبارى مع الكذب بالكلام وبالتكذيب، ولكن بالعمل والانجاز والتغيير، لدينا رؤية لمصر وللشعب إرادة وأصدقاء وهذا يكفي
». نحن فخورون بالإمارات كثيرا يا فخامة الرئيس وواثقون في مصر كثيرا أيضا.
إن الإمارات في مشروع البناء والتحدي الذي تخوضه مع مصر في تحالف التحدي ضد قوى الخراب والظلام تقدم نموذجا رائعا للدور العربي المطلوب من كل دولة عربية قادرة أن تبادر اليه لأنها بذلك تقف في وجه مشروع الفوضى المراد، وفي وجه التقسيم والتجزئة واثارة النعرات وإعلاء قيم الطائفية والشعوبية والمذهبية والحروب القذرة واللامبررة، الإمارات صديق طيب وخير، والطيب لا يظهر في أوقات الرخاء لكنه يقف بصلابة مع اصدقائه في أوقات المحن والشدائد وهذا ما تفعله الإمارات مع مصر تحديدا ومع الجميع تشهد على ذلك مشاريع البناء والتعمير والتنمية التي تقدمها وتشرف عليها الإمارات في جمهورية مصر انطلاقا من علاقات راسخة وايمانا بدور مصر العميق والتاريخي.