الخيار العسكري بين الضرورة والرفض

الخيار العسكري بين الضرورة والرفض

الخيار العسكري بين الضرورة والرفض

 صوت الإمارات -

الخيار العسكري بين الضرورة والرفض

عائشة سلطان

تدخلان عسكريان حدثا مؤخراً في المنطقة العربية، شكك البعض في أهدافهما وشرعيتهما، بينما اتفقت معظم الدول والمؤسسات على أن حدوثهما كان ضرورياً بمقدار النتائج التي ترتبت عليهما:

الأول هو تدخل الجيش المصري في الحياة السياسية المصرية بعد سلسلة مواجهات بين الإخوان والشعب انتهت بتنحية مرسي عن الرئاسة، وتحويله للمحاكمة، حيث يقبع اليوم في أحد السجون، وفض اعتصام رابعة العدوية بالقوة والقبض على قيادات الجماعة.
لقد جاء محمد مرسي لحكم مصر عبر صناديق الاقتراع ومثل لفترة محدودة الرئيس الشرعي للبلاد، ولكنه لم ينجح يوما في أن يكون رئيساً لمصر ولكل المصريين بقدر ما توحد مع انتمائه وأيدلوجيته الإخوانية، ما قاد البلاد لحالة اختناق سياسي واقتصادي واجتماعي مخيف جعل مصر على شفير حرب أهلية كانت تلوح في الأفق!

لولا تدخل الجيش (بعد فشل كل محاولات الإقناع والمفاوضات المباشرة معه للتنحي حفاظا على مصلحة البلاد) لكانت النتيجة حرباً أهلية طاحنة ولكانت مصر صورة أخرى للعراق وسوريا وليبيا! وهو الهدف الذي كان مخططاً لزج مصر فيه! لقد كان مبدأ دفع المفسدة وجلب المنفعة يقضي بأن يختفي مرسي من الحياة السياسية لتحل محله سلطة شرعية اكثر حرصا على وحدة وسلامة مصر، برغم المواقف المؤيدة لمرسي، التي يمكن تفسيرها وفهمها بسهولة!

الحدث الآخر هو الحملة العسكرية على اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، والمعروفة بـ (عاصفة الحزم) هذه الحملة لم تأت من فراغ، فبخلاف تدمير الدولة ووحدة المجتمع وزج اليمن في حرب أهلية داخلية مدمرة ستجعله نسخة مكررة من السيناريو السوري والعراقي، فإن محاولة الاعتداء على السعودية جنوباً وعدم رضوخ الحوثيين لأيٍ من نداءات العقل للحوار أو التفاوض والاستقواء بالمدد الإيراني هو ما قاد السعودية وبقية الدول للتدخل حماية لليمن ولتوازنات القوة في الإقليم وعدم ترك المجال لإيران للإضرار بمصالح الدول باستيلائها على باب المندب!

إن الحرب كريهة وبشعة، وهي خيار مرفوض وغير محبذ حتى لمن يتخذ قرارها، لكنها تبقى الخيار الأخير حين تغلق كل أبواب السياسة والدبلوماسية، الحرب في النهاية ليست سوى أداة من أدوات السياسة على صعوبتها وما تسببه من دمار وخسائر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيار العسكري بين الضرورة والرفض الخيار العسكري بين الضرورة والرفض



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates