عائشة سلطان
تقول المصادر إن (جيلبرت سينويه) أديب وروائي فرنسي ولد بالقاهرة سنة 1947، ثم غادرها إلى فرنسا لدراسة الموسيقى في باريس، وهناك أصبح عازف جيتار ماهر ولاحقاً بدأ بالكتابة.
في عام 1987 وفي عمر الأربعين تحديدا، أصدر روايته الأولى «المخطوط القرمزي» وقد نالت جائزة أفضل رواية تاريخية.
بعدها بعامين أصدر رواية «ابن سينا والطريق إلى أصفهان» التي يروي فيها سيرة حياة ابن سينا ورحلاته.
ومن بعدها انتشرت رواياته بكثرة وترجمت الى مختلف اللغات صدرت روايته «المصرية» التي تروي تاريخ مصر في القرن الثامن والتاسع عشر وهي الجزء الأول من السلسلة التي صدرت في عام 1991 وأعقبها تالياً بالجزء الثاني بعنوان «ابنة النيل».
وفي عام 2004 صدرت روايته المثيرة «صمت الآلهة» وحازت جائزة في الروايات البوليسية.
ومنذ قرأت روايته المصرية وأنا أتتبع معظم أعماله، ففيها الكثير مما يجعلك مصرا على إكمال القراءة وهو بالضبط ما نفتقده في أغلب النتاجات الروائية المعاصرة، في هذه الأيام اقرأ روايته (صمت الآلهة) وقد أمسكت بي فعلا أي قبضت علي منذ الصفحات الأولى كمعظم أعمال الكاتب» لنقرأ هذه العبارة منذ البداية، هذا الحوار بين السكرتيرة والبطلة التي هي كاتبة قصص مشهورة وطاعنة في السن تركت كل حياتها واعتزلت في إحدى الجزر الاسكتلندية، حيث تسألها مساعدتها عن سر عزلتها في هذه الجزيرة الاسكتلندية الضائعة وهي من هي ثراء وشهرة ! فتجيبها بكلمة واحدة لم تفهما السكرتيرة: الفضالة ! أي ما يضاف الى الأشياء دون جدوى، أي الشيء الزايد عن الحاجة ! لكن ما لعلاقة تسألها؟ حينما شارفت البطلة على الخمسين من عمرها أدركت أن حياتها تفتقر الى اللياقة وأنها تسير في طريق عبثي بلا معنى، هي مؤلفة مشهورة ومعترف بها أدبيا وتحظى بالاحترام لكنها في الوقت نفسه تقضي معظم أيامها في الرد على طلبات من كل نوع، في إرهاق نفسها من دعوة لأخرى ومن حفل عشاء لآخر، في الاستماع إلى «كلام فاضي» عن رواياتها وعوالمها السردية، باختصار وجدت نفسها محاطة بمن أسمتهم «آكلوا الوقت» مخلوقات وتصرفات ودعوات ومناسبات لا جدوى لها تلتهم أسبوعا في خمس دقائق !
كانت مخيرة بين متابعة هذا الركض المسعور أو المجازفة بوضع حد لهذا العبث وعدم الاستسلام للالتهام..
وفي حين ترى سكرتيرتها أنها هربت تقول هي إنها اختارت المواجهة وعدم الاستسلام !
معظمنا واقع في عمق هذا الإشكال الوجودي لكن دون قدرة على الاختيار !