كبشر عاديين جداً

كبشر عاديين جداً!

كبشر عاديين جداً!

 صوت الإمارات -

كبشر عاديين جداً

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

هل ينتبه الكُتاب إلى أنهم يكتبون طوال الوقت عن كل شيء، عن كورونا، انفجار بيروت، الانتخابات الأمريكية، العقار الروسي المضاد لكورونا، الفساد، الحروب مدفوعة الثمن، التطرف، العنصرية، انخفاض أسعار العقارات، التعليم عن بُعد، الصراع في الشرق الأوسط، والكثير مما يتفاعل تحت جلد الواقع وجذر الوعي الذي يتمدد في داخلهم عميقاً!

معظم هؤلاء الكُتاب، مالكو المعنى وأصحاب اللغة الفاتنة، لا يكتبون عن تفاصيلهم الصغيرة وربما التي قد يراها البعض بلا قيمة، لماذا؟ هل يخشون عدم الترحيب بأسرارهم وتفاصيلهم، أم ربما قد يظنون أنها لن تثير اهتمام أحد من القراء!

«أتذكر منذ زمن بعيد أنْ غضب مني قارئ ذات يوم لأنني كتبت عن قط الجيران الذي مات وأحزن أطفالهم»!

إنني ككاتبة أولاً، وكشخص مهتم بالكتب والقراءة كثيراً، أستطيع التأكيد أن الناس يمرون في هذه الأيام بأوقات عصيبة، إنهم يُختبرون في درجة صبرهم واحتمالهم لما يعرض لهم، وترشح أمامهم مواقف وخيارات تبدو صادمة ولا منطقية ومحيرة، وينغمسون أو تغمسهم محطات التلفزة في متوالية إخبارية لا نهاية لها، ما يجعلهم آخر النهار يتحولون إلى شخوص منهكة بلا أفق وبلا أمل مشرق في الغد، هؤلاء يحتاجون فعلاً لمن وما ينتشلهم من دوائر الخوف والحيرة والقلق، يحتاجون للتفاصيل الإنسانية، للتلصص على شؤون من يحبون ويتابعون، للثرثرة الحميمة حول مائدة الطعام، وهذه تحلها القراءة والكتابة أحياناً!

أظننا سنفعل خيراً إذا كتبنا عن يومياتنا المملة أو المبهجة، عن الأوهام والأحلام، عن حكايات الحب وأوقات الاكتئاب، عن الأشخاص الطيبين وأولئك الممتلئين بالأنانية حولنا، عن بعض مغامراتنا المدهشة على بساطتها، وعن خزعبلاتنا وحيواناتنا الأليفة، عن كسلنا وأنانيتنا وعصبيتنا، عنا كبشر عاديين جداً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كبشر عاديين جداً كبشر عاديين جداً



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates