بقلم - عائشة سلطان
متجر الكتب هو الاسم الدارج في الغرب للمتاجر التي تبيع الكتب بشكل تجاري، والتي نطلق عليها في مجتمعاتنا العربية (المكتبة)، وللدقة فإن هناك فارقاً كبيراً بين متجر الكتب والمكتبة.
فالمكتبة العامة (المركزية أو مكتبة الحي) تقدم خدماتها بشكل مجاني للجميع دون أي استثناء، كما أنها المكان الذي يمكن للدارسين والطلاب والباحثين أن يجدوا فيه الكتب ومصادر المعلومات بجميع أنواعها وموضوعاتها والمخطوطات والتسجيلات، وأرشيفاً متكاملاً للصحف والمجلات والكتب النادرة.
أما متاجر الكتب فهي محلات حديثة توفر كتباً وصحفاً ومجلات بلغات مختلفة بأسعار محددة، ولا تسمح بقراءة كتبها مجاناً أو استعارتها. وكلا الفضاءين العام والتجاري للمكتبة معروف ومتداول في المجتمعات الإنسانية منذ أزمنة بعيدة جداً، وقد ارتبطت المكتبة والكتب على مر العصور والقرون بأفكار التغيير والنهضة وأصحاب الدعوات الاجتماعية والسياسية المهمة التي شكلت مفاصل حاسمة في تاريخ المجتمعات الإنسانية.
من هنا عادة ما ينظر المحافظون في معظم المجتمعات لأصحاب المكتبات وبائعي الكتب التغييريين بتوجس وريبة، وإن تمادينا قليلاً فسنقول بأنهم عادة ما لا يكونون أشخاصاً مرحباً بهم في الأوساط التقليدية أو المحافظة، وهذا ما تمحورت حوله فكرة وحكاية الفيلم البريطاني الإسباني (متجر الكتب) أو (The Bookshop) الذي يحكي لنا محاولة (فلورنس غرين) المرأة الأرملة المغرمة بالكتب والمشي.
والتي تقرر بشكل حاسم أن تفتتح متجراً لبيع الكتب في قرية ساحلية هادئة، لتبدأ سلسلة مواجهات أشعلت مجتمع القرية المتحفظ وانتهت بانتزاع البيت القديم منها وطردها من القرية لصالح تكتل المصالح الذي تقف على قمته السيدة المتعنتة وصاحبة النفوذ (فيوليت جامبرت).
خسرت المرأة معركتها بشكل نهائي، لكن ليس لصالح جامبرت كما ظهر في آخر مشاهد الفيلم، ولكن لصالح الطفلة (كريستين) التي كانت تساعدها في المكتبة، والتي قررت أن تواجه التسلط والظلم بما يستحقه، فأحرقت البيت انتقاماً للمرأة التي فتحت لها عالم الكتب التي كانت تكرهها، والتي ستتحول لاحقاً إلى صاحبة متجر الكتب الشهير في القرية نفسها.