بقلم - عائشة سلطان
ارتبط العيد في أذهاننا بالفرح، بالأطفال الذين يقفزون بنا من حدود السكوت لمناطق البهجة والضوء واللون، ارتبط العيد باللمة، والعائلة، والأبواب المشرعة للأهل والأحباب وللأطفال يلتقطون العيدية كعصافير الحقول، ارتبط العيد بالذاهبين صباحاً في طرقات المدينة وأحيائها، يسعون لإقامة سنة صلاة العيد، ويبثون السلام ويفشون المحبة في ما بينهم، ارتبط وسيظل باللقاءات الدافئة والتجمعات الآمنة المطمئنة، ولكن للحياة مفاجآتها أحياناً وللكون سننه، ومن سنن الكون أن لا شيء يثبت على حال واحدة!
هذا العام سيمضي معظم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها عيد فطرهم في بيوتهم، لأن الضرورات تحكمنا أحياناً وتنزلنا منازل لم نتصورها يوماً، ومع ذلك فكما أن النعم لا تدوم، فإن الأوقات الصعبة لا تمكث في الأرض طويلاً، الوقت الطيب يمر كلمح البصر، والوقت الثقيل يمضي إلى غير رجعة ولكليهما ما يعوضه، أما الصحة فإذا ذهبت فلا تعوض بسهولة، وصحتنا أولوية وصحة أحبتنا خط أحمر، ولذلك ليكن عيدنا في البيت هذا العام!
بإمكاننا أن نحيي عيدنا كما نود، وأن نجعله بهجة لقلوبنا وأماناً كذلك، إذا حرصنا على الالتزام بما يجب علينا في هذه الأيام الصعبة، علينا ألا ننجرف في فرحنا وفي لقاءاتنا واحتفائنا، ذلك خطر حقيقي يترصد خطواتنا ولذلك وجب الانتباه جيداً.. ليمر العيد خفيفاً مؤتلفاً ومفعماً بالطمأنينة، وهذا لن يكون إلا بوعي وحرص منا جميعاً، لنلتقي في عيدنا الآتي جميعاً لا فاقد ولا مفقود.
كل يوم وأنتم بأمان الله ترفلون، تتمتعون بصحتكم وضحكات أطفالكم ودعوات أمهاتكم، كل عيد وأنتم بخير جميعاً تحت سماء وطن وقيادة تتمنى لكم موفور الصحة وتجتهد ما وسعها الجهد لذلك.